للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - وَظَا بِضَنِينٍ حَقُّ رَاوٍ وَخَفَّ فِي … فَعَدَّلَكَ الْكُوفِي وَحَقُّكَ يَوْمُ لَا

{بِظَنِينٍ} في مصحف عبد الله بالظاء، وكذلك قرأ، وفي مصحف أُبِيٍّ بالضاد، [وقرأ ابن عباس بالظاء] (١)، وسئل عنه، فقال: بمتَّهمٍ، وكذلك الضحاك، وعمر بن عبد العزيز، وإبراهيم النخعي، وقال إبراهيم: لم يبخلوه، و {بِضَنِينٍ} (٢) بالضاد من الضّنِّ وهو البخل أي: لا يبخل بما يوحى إليه أن يُعَلِّمَهُ، أويكتم بعضه فلا يبلغه، وصفه الله تعالى بذلك لحرصه على الهداية، وتشميره في تبليغ الرسالة، ولا يتوقف هذا الوصل على رميهم إياه بالبخل بما عُلِّم.

والمعنى في القراءتين: وما هو على ما يخُبْر به من المغيَّب عنكم، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بهما فيما رُوِي، وإنما يعلم ذلك بتباين/ مخرجيهما واختلاف النطق بهما، وبالضاد قرأ الأعمش، وشيبة، وأبو جعفر، وقال عطاء: زعموا أنها في مصحف عثمان بالضاد، و {فَعَدَلَكَ} (٣) بالتخفيف قوَّم خَلْقك، وسواه يقال: عَدّل قدحه فاعتدل أي: سوّاه.

...................... … وعَدَلْنا مَيْلَ بدرٍ فاعتدل (٤)

وقيل: عدل بعضكن ببعض فاعتدل خلقك، وقال الفرّاء (٥): عدلك إلى أيِّ صورةٍ شاء وأراد، وَعَدَّلَكَ بالتشديد قَوَّمَكَ وحسّنك وجمّلك، و {يَوْمَ لا تَمْلِكُ} (٦) أي: هو [يوم] (٧) لا تملك، ويجوز أن يكون بدلاً من يوم


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ش).
(٢) الآية ٢٤ من سورة التكوير.
(٣) الآية ٧ من سورة الانفطار.
(٤) البيت لعبد الله بن الزبعرى قبل إسلامه وتمامه: «فقتلنا الضِّعْفَ من أشرافهم» وهو في ديوانه ص ٤٢، واللسان (عدل) ١١/ ٤٣٣.
(٥) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٤٤.
(٦) الآية ١٩ من سورة الانفطار.
(٧) مابين المعقوفتين سقط من (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>