للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - فَلِلْكُلِّ ذَا أَوْلَى ويَقْصُرُه الذِّي … يُسَهِّلُ عَنْ كُلٍّ كَاْلآنَ مُثِّلا

قوله: «فللكلِّ ذا أولى» أي: لجميع القرّاء هذا أولى، ومنهم من يسهلها [لجميعهم] (١) بين الألف والهمزة الساكنة، ويأتي البدل لأنه جمع بين الساكنين، ويقول المسهلة في زنة المحركة وينشد (٢):

فالحق أنْ دارُ الرَّبابِ تباعدت … أو انْبَتَّ حبلٌ أن قلبكَ طائر

ولا يتزن الشعر مع البدل ويتزن مع التسهيل كما يتزن مع التحريك، فدل ذلك على أنها في زنة المتحركة، فإذا كانت بزنة المتحركة لم يقع مع التسهيل اجتماع ساكنين وهذا أجرى على القياس، ومن أبدل احتج بأنَّ المد يقوم مقام الحركة فاستسهل اجتماع الساكنين لذلك وعليه أكثر القراء، وليس في الكلام موضع تثبت فيه همزة الوصل مع همزة الاستفهام غير هذا الموضع، لأنهم لو حذفوا ألف الوصل ها هنا كما تحذف في جميع الكلام لالتبس الاستفهام بالخبر لأنَّ ألفهما مفتوحة فأبدلوا من همزة الوصل ألفاً ليقع الفرق بينهما.

وقوله: «ويقصره الذي يُسهل عن كلٍ» لأنَّ المسهلة كما قدمت في زنة المتحركة وإنما أضعف الصوت بنبرتها فقربت بذلك من الساكن فخف النطق بها كخفته بالساكن.

١٢ - ولا مَدَّ بين الهمْزَتَيِن هُنَا وَلا … بحيثُ ثلاثٌ يَتَّفِقْنَ تَنَزُّلا

ولا مدَّ بين الهمزتين هنا ليقع الفرق بين همزة الاستفهام وهمزة الوصل لأنّ همزة الوصل ضعيفة فلم يفتقر إلى الفرق بينهما بالمد بخلاف المد بينها


(١) مابين المعقوفتين سقط من (ب).
(٢) البيت لعمرو بن ربيعة وهو في ديوانه ص ١٠١، وكتاب سيبويه ١/ ٤٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>