بسبب، وأسباب الإمالة ستة: كسرة موجودة في اللفظ، أوكسرة عارضة في بعض الأحوال، أو ياءٌ، أو إنقلابٌ عن باء، أو تشبيهٌ بالانقلاب عن الياء، أو إمالة لإمالة.
وترجع هذه الستة إلى الكسرة والياء لاغير، وكل مامر في الباب شيء من هذه الأسباب نبهت عليه إن شاء الله تعالى.
وقوله:«وحمزة منهم» أي: من القراء والكسائي بعده لأنه أخذ عنه، ومعنى «حيث تأصَّلا» أي: تأصل الياء أي: حيث كان الياء أصلاً، وهو أحد الأسباب المذكورة، وإنما أميل ليدل على الأصل، وهو أكثر أنواع الإمالة استعمالاً.
أصل الإمالة للأسماء لقوتها، وللأفعال لتصرفها، والأفعال أولى بها، والإمالة فيها أمكن وأقوى لأنَّ الأفعال ثقيلة والإمالة تخفيف، والدليل على أنَّ الإمالة في الأفعال أمكن أنها تمال وألفها منقلبة عن واوٍ وتمال وفيها أحد الحروف الموانع، فأما الحرف فما أميل منه على قلته فلمضارعته الاسم، ولمشابهته له في عدد أو غيره على ما سيأتي إن شاء الله لأنَّ الحروف جامدةٌ ضعيفةٌ وألفاتها غير منقلبة عن شيء، فإذا أردت معرفة أصل الألف في الأسماء ثنيتها فإن ظهرت الياء فيها فهي أصل الألف، وإن كان فعلاً رددته إلى نفسك وراعيت ظهور الياء فيه، وقد مثَّلَه فقال: