للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبشَّرْتُه وأَبْشَرْتُه يستعمل بمعنىً واحدٍ، يقال: بشَرْتُه بالتخفيف وأَبْشَر وبَشَرَ أي: سُرَّ وفَرِحَ (١) قال الشاعر (٢):

ثم أبشرتُ إذا رأيتُ سوَامَا … وبيوتاً مبثوثةً وجلالا

ومنه قوله تعالى: {وأبْشِرُوا بالجنة} (٣)، وفي الحديث أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل: «إنّ الله يبشرك بغلام» (٤) بالتخفيف فولد له غلام، وقال الشاعر أنشده الفرَّاء (٥):

بشرت عيالي إذا رأيت صحيفةً … أتتك من الحجَّاجِ يُتْلى كِتَابُها

وأصل ذلك كله أنَّ بَشَرَةَ الوجه تنبسط عند السرور، وتقول: فلان ذو بِشْرٍ أي: وجه منبسط ويقال: بشَّره بالتشديد من البِشَارة وبشَرَهُ يَبْشُره بالتخفيف أي: سرَّه لذلك ما حكى اليزيدي عن أبي عمروٍ أنه خفّف التي في الشورى، لأنه ليس فيها بكذا قال: ومعناها: ينضر الله وجوههم أي: تُرى النضَّرة فيها.

١١ - نَعَمْ عَمَّ فِي الشُّورَى وَفي التَّوْبَةِ اعْكِسُوا … لِحَمْزَةَ مَعَ كَافٍ مَعَ الحِجْرِ أَوَّلا

أي: عم هذا الحكم في الشورى، وهو التثقيل مع الضم والفتح المذكور «وفي التوبة اعكسوا» فيكون موضع الضمِّ الفتحُ، وموضع التحريك الإسكانُ، وموضع كسر الضم الضمُّ، وموضع التثقيل التخفيفُ، فيقرأ


(١) انظر لسان العرب (بشر) ٥/ ١٢٦.
(٢) وهو في اللسان (بشر) ٥/ ١٢٨.
(٣) الآية ٣٠ من سورة فصلت.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) معاني القرآن للفراء ١/ ٢١٢، وتفسير الطبري ٦/ ٣٦٨، والقرطبي ٤/ ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>