للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله وسلم

الحَمْدُ لله الذي جَعلَ كِتابه العزيز نوراً نهتدي به إذا أظلمت الأمور، وسُوراً نتحصَّن فيه عند نُزولِ المحذُور، وضياءً تَستَهْدِيهِ البصائرُ فلا تَحيدُ عن الحقِّ ولا تَحُور، وشفاءً لما في الصُّدُور، وشَفيعاً إذا بُعْثِرَ ما في القُبور.

أحْمَدُهُ على ما خَصَّنا مِنْ حَمْلِهِ، وأسألُه أن يجعلَنا من أهلهِ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً سليمةً من الأهواء، بريئةً ممن أَلْحَدَ في الأسْمَاءِ، طيبةً، أصلُها ثابتٌ وفرعها في السَّماءِ.

وأشهد أنَّ مُحمداً -صلى الله عليه وسلم- عبْدُه المؤيَّدُ بأوضحِ دليلٍ، المفضَّلُ على أهل كل قرنٍ وجيل المنعوتُ في التوراة والإنجيل، المبعوثُ بالكتاب الساطعِ بيانُه، القاطعِ (١) برهانُه، المُسْكِتِ لكل ذي لَسَنٍ لسانَه، المودَعِ من الحِكَمِ ما ليس في كتاب، المنزَّلِ على سبعة أحرفٍ من سبعة أبواب، المبرَّأِ من التغير والتبديل على الآباد، المشهورِ بتوفر الدواعي عليه على تطاول الآماد، المحروسِ بمن يختاره الله [لميراثه، المصون المحفوظ بهم عن تخليط السواد] (٢) التي لهج بها المبطلون.

{وإنَّ مِنْهمْ لَفَرِيقاً يَلوُون أَلْسِنَتَهم بالكِتَب لِتَحْسَبُوه مِنْ الكِتَبِ وما


(١) قوله: [القاطع برهانه] في (ع) [الصادع برهانه].
(٢) مابين المعقوفتين أثبتناه من (ع) وهو في الأصل مشوب بسواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>