للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٣ - ويأْجُوجَ مَأْجُوجَ اهْمِزْ الكُلَّ ناصِرَاً … وفي يَفْقَهُونَ الضَّمُّ والكَسْرُشُكِّلا

إن جعلنا يأْجُوجَ ومأْجوجَ أعجميين فلا كلام، والمانع من الصرف العجمة والتعريف، واستقام ذلك على قراءة مَنْ لم يهمز فُهُمَا مثل: طالوت وجالوت، فأما مَنْ هَمَز فالمانع من الصرف التأنيث والتعريف، لأنهما قبيلتان.

قال الأخفش (١): إن جعل ألفهما أصليةً فيأجوج يَفْعُولُ، ومأجوج مَفْعُولُ، كأنه من أجيج النار، ومَن لم يهمز جعلها زائدة، فيأجوج/ من يججت، ومأجوج من مججْتُ.

قال أبو حاتم: مأجوج مأخوذ من مَاج يموج إذا اضطرب، ومنه الموج، وماج بهم اضطرب.

وقال قطرب: فيمن لم يهمز ماجوج فاعول كداود، ويكون من المج، وياجوج فاعول يج.

قلت: والظاهر أنه عربي، وأصله الهمز، وترك الهمز على التخفيف، وهو إما من الأجَّةِ وهي الاختلاط، كما قال تعالى: {وتَرَكْنَا بَعْضَهُم يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ في بعْضٍ} (٢)، أو من الأجِّ، وهو سرعة العدْوِ قال (٣):

................ … يؤجُّ كما أج الظليمُ المنقَّرُ

قال الله تعالى: {وهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون} (٤)، أو من الأجَّة وهي شدة الحر، أومِنْ أجَّ الماء يؤج أجوجاً إذا كان مِلحاً مُرَّاً. والوجهان الأخيران


(١) معاني القرآن للأخفش ٢/ ٦٢١.
(٢) الآية ٩٩ من سورة الكهف.
(٣) لم أقف على قائله وهو في اللسان وتتمته:
فراحت وأطراف الصَّوى مُحْزَئِلَّةٌ … تئجُّ كما أجَّ الظليمُ المفزَّعُ
(أجج) ٣/ ٢٨.
(٤) الآية ٩٦ من سورة الأنبياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>