للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنقولة إلى الساكن لأنها عارضة فيقدر السكون باقياً فيها؛ وهذا الخلاف عند من يجعلها داخلة على لام التعريف فأما من لم يجعلها داخلة على لام التعريف، ويجعلها مثل هل، وقد، فلابد من إثباتها عنده.

٩ - ونَقْلُ رِدَاً عَنْ نَافعٍ وكِتَابِيَه … بالاسْكَانِ عَنْ وَرْشٍ أَصَحُّ تَقَبُّلا

يجوز أن يكون رِدَاً من الإعانة فيكون منقول حركة الهمز، ويجوز أن يكون من قولهم: أَردى علاكذا أي: رَادٌ عليه، فلا يكون فيه همز، ومنه قول الشاعر:

وأَسْمَرَ خطْيِّاً كأنَّ كُعُوبَه … نَوَى القَسْبِ قَدْ أرْدَى ذِرَاعاً على العَشْرِ (١)

قد خالف ورشٌ أصله هاهنا لأنه لاينقل إلى الساكن الذي مع الهمز في كلمةٍ واحدةٍ، وخالف قالون أصله لأنه ليس من أصله النقل، وحجة ذلك الجمع بين اللغتين والوقوف عند الأثر.

وأما قوله: {كِتَبِيَهْ إِنِّي} (٢) في الحاقة، فقال الحافظ أبو عمروٍ رحمه الله: قرأت لورش فيه بترك النقل على جميع من قرأت عليه برواية أبي يعقوب، والنقل برواية عبد الصمد (٣)، ويونس (٤)، وأحمد (٥)، فيما قرأت به


(١) البيت لعتبة بن مرداس وقيل لحاتمٍ الطائي وهو في ديوانه ص/ ٨٠، واللسان (قسب) ٢/ ١٦٥.
(٢) الآيتان (١٩ - ٢١) من سورة الحاقة.
(٣) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، أبو الأزهر العتقي المصري صاحب مالك، أخذ القراءة عرضاً عن ورش، روى القراءة عنه بكر بن سهل الدمياطي وغيره. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
(غاية النهاية ١/ ٣٨٩)
(٤) يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة، أبو موسى الصدفي المصري، فقيه كبير، ومقرئ محدث أخذ القراءة عرضاً عن ورشٍ، روى القراءة عنه أحمد بن محمد الواسطي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن سلمة. توفي سنة أربعٍ وستين ومائتين.
(غاية النهاية ٢/ ٤٠٦)
(٥) أحمد بن صالح، أبوجعفر المصري، الحافظ المقرئ، أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن ورشٍ وقالون، روى القراءة عنه الحسن بن مهران، والحسن بن عليٍ الأُشناني. توفي سنة ثنانٍ وأربعين ومائتين.
(معرفة القراء ١/ ١٨٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>