للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - ونَكْتَلْ بيَا شَافٍ وَحَيْثُ يَشَاءُ نُو … نُ دارٍ وحِفْظَاً حَافِظَاً شَاعَ عُقَّلا

{نَكَتْل} (١) بالنون لأنَّا قد مُنِعْنَا إلا أن يكون معنا، ويكتل راجِعٌ إلى {أَخَانَا} (٢) ويحتمل قوله: «بياء شافٍ» أنه أضاف الياء إليه، فيكون مخفوضاً بالإضافة، ويحمل أن يكون «شافٍ» مرفوعاً خبراً للمبتدأ، و {نَشَاء} بالنون لأنَّ قبله {مَكنَّا} وبعده {برَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ} (٣) وبالياء ليُوسُفَ وقبله {يتبؤَّأ} (٤) ويجوز أن يكون {يشاء الله} على الالتفات، و «دارٍ» فاعِلٌ من دريتُ، و «حافظاً شاع» عُقْلُهُ، وهو جمعُ عاقِلٍ أي: اشتهر ذِكْرُ الذين عَقَلُوه، قالوا: هو مُطَابق لأرحم الراحمين، ولا يطابِقُهُ حِفْظَاً،/ وانتصابُهُ على التمييز مثل: هو أشجعُ العربِ رجلاً، وأحْسَنُهُم امرأَةً، وحفظاً أيضا منصوبٌ على التمييز، ويجوز أن يكونا منصوبين على الحال، ولا وجه لمنعه.

وقال أبو عليٍّ (٥): «ينبغي أن ينتصِبَا على التمييز دُون الحال».

١٠ - وفِتْيَتِهِ فِتْيَانِهِ عَنْ شَذَاً وَرُدْ … بالاِخْبَارِ في قَالُوا أَئِنَّكَ دَغْفَلا

الفِتْيَانُ للكثير، والفتيةُ للقليل ولفتيانِهِ قراءةُ عبد الله بن مسعودٍ والحسَن، ويحيى، وحُميدٍ، والأعمش، واختيار أبي عُبيدٍ، فلذلك قال: «عن شذا» فإنْ قيل: القلةُ هاهنا أليق، لأنَّ جَعَلَ بضاعَتِهِم في رحالهم لا يحتاجُ إلى الكثرة.


(١) الآية ٦٣ من سورة يوسف.
(٢) الآية ٦٣ من سورة يوسف.
(٣) الآية ٥٦ من سورة يوسف. وقرأ حمزة والكسائي يكتل بالياء وغيرهم بالنون، وقرأ ابن كثيرٍ {حيث يشاء} يالياء وغيره بالنون، وقرأ حمزة والكسائي وحفص {فالله خيرٌ حافظاً} وغيرهم {حفظاً} وقد أتى الناظم بالقراءتين.
(٤) الآية ٥٦ من سورة يوسف.
(٥) الحجة ٤/ ٤٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>