للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو علي (١): {عُمُد} مثل زبور وزُبر، وهو غير قليل، و {عَمَدٌ} مثل إهاب وأَهَب، وأَدَم، وهذا الجمع غير مستمرٍّ يعني أنَّ فَعَلاً يستمرُّ جمعاً لفعولٍ إنما يستمرُّ جمعاً لفاعلٍ كحارس وحرسٍ، وغائبٍ وغَيَبٍ، وكُتِب في جميع المصاحف {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ} (٢) {إِلافِهِمْ} (٣) على هذه الصورة أسقطوا الياء من الثاني وأثبتوها في الأول، واتفقوا على قراءة الثاني الياء، واختلفوا في الأول، وهذا مما يدُلُّ على اتِّباعهم الأثر، ولولا ذلك لكان الثاني أولى بهذا الخلاف من الأول.

قال أبو عبيدة (٤):/ لأُلف والإلف مصدران لألِفَ، ويقال: أيضاً آلَف يُولِفُ بمعنى أَلِفَ فجمع ابن عامرٍ بين اللغتين، قال الشاعر (٥):

من المؤلفات الرَّمل أدماءُ حُرَّةٌ … شعاعُ الضُّحى في متنها يتوضَّحُ

ويجوز أن يكون {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ} بمعنى إيلافِ الله إياهم.

٦ - وَهَا أَبِي لَهْبٍ بِالاِسْكَانِ دَوَّنُوا … وَحَمَّالَةُ الْمَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ نُزِّلَا

{لَهْبٌ} (٦)، و {لَهَبٌ} مثل: شَعَرٍ وشَعْرٍ وضَجَرٍ وضَجْرٍ ونَهَرٍ ونَهْرٍ، وقيل: هو من تغيير الأعلام كقولهم: شُمْسُ بنُ مَلِكٍ بالضم، قيل: كان اسمه عبد العزى، وكُنِّي بذلك لتلهب وجنتيه، ولأجل أنَّ اسمه عبد العزى عُدِلَ عن اسمه إلى كنيته.


(١) الحجة ٦/ ٤٤١.
(٢) الآية ١ من سورة قريش.
(٣) الآية ٢ من سورة قريش.
(٤) مجاز القرآن ٢/ ٣١٢.
(٥) البيت لذي الرمة وهو في ديوانه ١١٩٧، واللسان (ألف) ٩/ ١٠، والدر المصون ١١/ ١١٣.
(٦) الآية ١ من سورة المسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>