للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة يونس -عليه السلام-

١ - وإضْجَاعُ رَا كُلِّ الفَوَاتِحِ ذِكْرُهُ … حِمَىً غَيْرَ حَفْصٍ طَاوَيَا صُحْبَةٌ وِلا

مَنْ تَرَك إمالة الفواتِح لم يتركها لأنها لا تجوز، إنما فخَّمها كما يُفَخِّم سائر ما تجوز إمالته، ومَنْ أمالها فللإشعار بأنها أسماء، وليست كالحروف التي لا يجوز إمالتها نحو: (ما) و (لا).

وقال الزّجاج (١) والكوفيون: هي مقصورةٌ، والمقصور تغلب عليه الإمالة، وقال الفرَّاء (٢): لأنها ترجع في التثنية إلى الياء نحو: طَيَّان وحَيَّان. والمعوَّل على ما قال سيبويه رحمه الله مِنْ أنها أسماء لِما يلفظ به من الأصوات المتقطعة من مخارج الحروف، فكاف اسم كه مِنْ كتب وكذلك سائرها.

والدليل على أنها أسماء أنها: تُنْعَت، وتُعرَّف، وتُنَكَّرُ، وتُصَغَّر، وتضاف، ويخبرُ عنها.

أبو علي (٣): وإذا أمالوا يا في النداء نحو: يازيد وإن كانت حرفاً فلأن يميلوا يس أجدر، ألا ترى أنَّ هذه الحروف أسماء لما يُلفظُ به.

وقال سيبويه (٤) قال الخليل لأصحابه: كيف تلفِظُون بالكاف في لك، والباء في ضرب؟

قيل: باءُ كاف؛ قال: إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف، وقال: أقول كه به فهي أسماء لما يتقطع من الأصوات كما أنَّ طيخ اسمٌ لصوت الضَّحِك، وغاق اسمٌ لصوت الغراب، فأُميلت ليُنَبِّهَ على أنها أسماء، إذ


(١) لم أجده في كتابه معاني القرآن.
(٢) لم أجده في كتابه معاني القرآن.
(٣) الحجة ٤/ ٢٤٤.
(٤) الكتاب ٣/ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>