للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - وَقُلْ لِبَداً فِي كَسْرِهِ الضَّمُّ لَازِمٌ … بِخُلْفٍ وَيَارَبِّي مُضَافٌ تَجَمَّلَا

لم يذكر في التيسير (١) عن هشامٍ سوى الضم في {لِبَداً} (٢)، وقال في غيره: وروى عنه كسرها، وبالضم آخذ.

ولم يذكر أبو الفتح خلافاً بين القرّاء في {لِبَداً}، فقد عَوَّل فيه على الكسر عن هشام، وقال طاهر بن غلبون (٣): روى هشام عن ابن عامر {لُبَداً} بالضم، قال: هكذا في كتابي، وفي حفظي بالكسر، وحدثنا أبو سهل، حدثنا أحمد بن محمد ابن سعيد، وعبد الله بن أحمد بن هرون، عن إبراهيم بن دُحيْمٍ الدمشقي (٤)، عن هشام بالكسر، قال: وجاء الضم من طريق الحلواني، والضم الاختيار، وبه قرأت وبه آخذ، وقال ابن مجاهد: روى هشام {لُبَداً} برفع/ اللام لم يذكر عن هشام خلافاً، وهي قراءة ابن مُحَيْصِن، والُّلبْدَةُ واللِّبْدَةُ ما تَلَبَّد بعضُهُ على بعض، وجمعُ لُبَدةٍ لُبَدٌ كقُرْبَةٍ وقُرَبٍ، وجمع لِبْدة لِبَدٌ كقِربَةٍ وقِرَبٍ.

١١ - وَوَطْئاً وِطَاءً فَاكْسِرُوهُ كَمَا حَكَوْا … وَرَبُّ بِخَفْضِ الرَّفْعِ صُحْبَتُهُ كَلَا

أبو عبيد: وِطاء بكسر الواو والمدِّ يصدقها التفسير، إنما هي مواطأة السمع البصرَ إذا قام في ظلمة الليل يصلي، يعني أنّ القلب لا يشتغل بغير ما اشتغل به السمع، فكلُّ واحدٍ منهما قد واطأ الآخر، وذلك لانحجاب البصر عن الرؤية، وانقطاع الأصوات عن السمع.


(١) التيسير ص ٢١٥.
(٢) الآية ١٩ من سورة الجن.
(٣) التذكرة في القراءات الثمان ٢/ ٦٠١.
(٤) في الأصل [رُحيم] وهو سهو. وهو إبراهيم بن عبدالرحمن بن إبراهيم القرشي الدمشقي المعروف بابن دُحيم، روى القراءة عن هشام بن عمار، رواها عنه محمد بن الحسن النقاش. غاية النهاية ١/ ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>