للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٥ - أخِي أَيُّهَا المُجْتَازُ نَظْمِي بِبِابِه … يُنَادَى عَلَيْهِ كَاسِدَ السُّوقِ أَجْمِلا

أجمل من قولهم: أَحْسَنَ فلانٌ وأجملَ، وأبدل من النون ألفاً للوقف كما في قوله: تعالى {لنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَة} (١) تشبيهاً بالتنوين في الاسم المنصوب، ومثله قول الشاعر:

توسمت كلبيه فقلت لصاحبي … هما شاهدا عدل له فتوسَّما (٢)

والكلبان (٣): مسمار القائم رآهما غليظين، فعلم أنه لطول ما جرب، واستعمل اتسع موضعهما، فأوجب ذلك غلظَهما لئلا يغلقا.

وقال الأعشى (٤):

فإياك ذو الأنصاب لا تقربنها … ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا

أراد: أجمل فأتى بالنون نائبةً عن التكرار للتأكيد.

٧٦ - وظُنَّ بِه خَيرَاً وسَامِحْ نَسِيجَهُ … بِالاغْضَاءِ وَالحُسْنَى وإِنْ كَانَ هَلْهَلا

لما كان البيت من الشِّعر مُشبهاً ببيت الشَّعر، استعير فيه النسيج، وكما قالوا: ثوبٌ هَلْهَلَ سَخِيفُ النسج، كذلك قالوا: شِعرٌ هَلْهَل رقيقٌ، وقيل: إنما لُقِّب عَدِيٌ مهلهلاً: لأنه هلهل الشعر أي: رققه، وقيل: غير ذلك.


(١) الآية ١٥ من سورة العلق.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) انظر: اللسان كلب ١/ ٧٢٥.
(٤) البيت في ديوانه: وذا النصب المنصوب لا تنسُكَّنه … ولاتعبد الأوثان والله فاعبدا
ديوان الأعشى ص/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>