للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعليه اعتراضٌ من وجهين: أحدهما: أنَّ اللام قد فصلت بين الألف والكسرة والثاني: أنَّ ما أصله الواو لا يمال لأجل الكسرة لأنهم أرادوا تحقيق الواو بالدلالة عليها ففتحوا ليدلوا بالفتح على الواو، وقد ذكر سيبويه (١) أنَّ إمالة ما أصله الواو للكسر شاذةٌ قليلة.

والجواب أما الفصل فغير مانعٌ للإمالة، وقد أمالوا الألف في لن يضربها لكسرة الراء، وقد فصل بينهما الباء والهاء، وكذلك الألف في قولهم: (يريد أن ينزعها).

وأما الإمالة فيما أصله الواو للكسرة فقد أمالوا نحو: النار، والدار، والغار لأجل ذلك الكسر، وأصل ذلك الواو، ولمن نازع في ذلك أن يقول: الفرق بينهما أنَّ كسر كلا ثابتٌ لازمٌ غير منتقلٍ عن حاله، وهذه الأحرف المذكورة قد تنتقل إلى الفتح بانتقالها إلى الضم والفتح، فيكون ذلك دالاً على أنَّ الإمالة إنما كانت للكسرة، فلا يقع لُبسٌ بخلاف كلا.

٢٤ - وَذو الرَّاءِ وَرْشٌ بَينَ بينَ وَفي أَرَا … كَهُم وَذَوَاتِ اليَا لَهُ الخلْفُ جُمِّلا

يقول: وذو الرّاء من الألفات يقرأه ورش بين بين (٢) نحو: {ذِكْرَى} (٣)،


(١) الكتاب ٤/ ١١٩.
(٢) هذه قاعدة عامة لورش في القرآن كله إلا مااستثنى منه وهي {ولو أراكهم} فله فيها الفتح والتقليل، وكذلك له الفتح والتقليل في جميع الألفات التي لم تقع بعد راءٍ وأمالها حمزة والكسائي أو الكسائي وحده وقد استثنى منها مرضات حيثما وقع، والربا، وكلاهما، ومشكاة فله فيها الفتح فقط وقد نظمها أبو شامة فقال:
وذو الراءِ ورشٌ بين بين وفي رءو … سِ الآي سوى اللاتي تَحَصَّلا
بها وأراكهم وذي اليا خِلافهم … كِلا والرِّبا مرضاة مشكاة أُهملا
قال أبو شامة: ذكر أولاً مايميله بلاخلافٍ، ثم مافيه وجهان، ثم ماامتنعت إمالته.
(إبراز المعاني ص/ ٢٢٧)
(٣) الآية (٦٩) من سورة الأنعام وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>