للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجيم، هكذا أقرأنيه جبريل عن اللوح المحفوظ» (١)، وفي بعض الطرق «هكذا أخذتها عن جبريل عن ميكائيل، عن اللوح المحفوظ».

وروى نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول قبل القراءة: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» (٢)، ولو صح هذا النقل لارتفع الإجمال ولَتَقيد به إطلاق الآية ولكنه المختار لموافقة لفظ الآية، ولورد الحديث على الجملة، وأصل أعوذ، أعْوُذ فاستثقلت الضمة على الواو، فنقلت إلى العين.

٣ - وفِيهِ مَقَالٌ فِي الأُصُولِ فُرُوعُهُ … فَلا تَعْدُ مِنْهَا بَاسِقَاً وَمُظَلِّلا

يعني أصول الفقه، وأصول القراءات، أما أصول الفقه ففيها فروع ذلك المقال أي: ما تشعَّب منه، وذلك أنَّ القرَّاء يقولون اتِّباعاً لنصِّ الكتاب، فلا بد من معرفة النص والظاهر.

وهل هذا الأمر على الوجوب أم لا؟

وأما أصول القراءات ففيها الحديث في استعاذة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويحتاج إلى معرفة ما قيل في سنده، والباسق: الطويل المرتفع، والمظلل: الساتر بظله من أن تظلل به.

٤ - وَإِخْفَاؤُه فَصْلٌ أَبَاهُ وُعَاتُنَا … وَكَمْ مِنْ فتَىً كَالمَهْدَوِي فِيهِ أَعْمَلا

نُقِل إخفاء التعوذ عن حمزة ونافع في قوله: «فصلٌ أباه وعاتنا»، وأشار بظاهر اللفظ إلى ضعف هذا المذهب.


(١) قال ابن الجزري: حديث غريب جيد الإسناد من هذا الوجه. النشر في القراءات العشر ١/ ٢٤٤.
(٢) سنن أبي داود ١/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>