للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن أبي هاشم: حكى أبو عبد الرحمن عن اليزيدي {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنَاً} يصله بياءٍ، وحكى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي أنه أسكن الهاء [وروى ابن أشتة (١) الإسكان فيه عن أبي بكرٍ عن عاصمٍ دون أبي عمروٍ] (٢) وقد نبَّه في القصيد على هذاالخلاف إذ قال: يجتلى أي: يكشف.

٦ - وفي الكُلِّ قَصْرُ الهاءِ بانَ لِسَانُه … بخلفٍ وفي طَه بِوَجْهيِن بُجِّلا

قوله: «بان لسانه»: أي ظهر نقله، وإنما ذكر اللسان وهو يؤنث إذا كان بمعنى الكلمة كما قال:

إني أتتني لسانٌ لا أُسرُّ بِها ................ (٣)

لأنه ذهب إلى النقل، إن أراد باللسان هاهنا اللغة أي: أنه ظاهر في كلام العرب بَيِّنٌ.

وقالون يقرأ بقصر الهاء وهو الاختلاس، وعن هشام وجهان: الصلة والقصر، وهو رواية الحلواني عنه، وأما قصر الهاء ويسمونه الاختلاس والإشمام فلغةٌ صحيحةٌ شائعةٌ ووجه ذلك أنَّ الهاء لما كانت خفية بين ياءين


(١) محمد بن عبد الله بن محمد بن أشتة، أبوبكر الأصبهاني، أستاذ كبير، وإمام شهير، ونحوي، قرأ على أبي بكر بن مجاهد، ومحمد بن يعقوب المعدل، وأبي بكر النقاش وغيرهم، قرأ عليه خليفة بن إبراهيم، وعبد المنعم ابن غلبون، وخلف بن قاسم. توفي سنة ستين وثلاثمائة.
(غاية النهاية ٢/ ١٨٤)
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ت).
(٣) البيت لأعشى باهلة وعَجُزُه: «مِنْ عَلوَ، لاعَجَبٌ فِيها ولاسُخْرُ».
الكامل للمبرد ٣/ ١٢٢٩، ولسان العرب (لسن) ١٣/ ٣٨٥

<<  <  ج: ص:  >  >>