للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الساكنين لأنَّ حفصاً لم يسكن الهاء في قراءته قط [إلا في فألقه] (١).

قال: والذي قاله مكي رحمه الله في الكشف جيد، قال: كان يحب من أسكن القاف ضم الهاء لأنَّ هاء الكناية إذا سكن ما قبلها ولم يكن الساكن ياء ضمت نحو منه وعنه لكن لما كان سكون القاف عارضاً لم يعتد به وأبقى الهاء على كسرتها التي كانت عليها مع كسر القاف. وإلى هاهنا كلامه سديد.

ثم قال بعد ذلك: ولم يصلها بياءٍ لأنَّ الياء المحذوفة قبل الهاء مقدرة منوية فبقي الحذف في الياء التي بعد الهاء على أصله (٢).

وهذا التعليل لا يستقيم من قبل أنه قرأ يؤدهي بالوصل وشبهه ولو كان يعتبر ما قاله من تقدير الياء قبله/ لم يصل هناك، وإنما يقال: إنه لما أسكن القاف حصل قبل الهاء ساكن فلم يصل الهاء وكسرها جرياً على أصله.

وأما قوله تعالى في طه: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنَاً} (٣) فإنَّ أبا عمروٍ ذكر في التيسير (٤) الإسكان فيه عن السوسي، وذكر ابن غلبون، ومكي، والطرسوسي مثل ذلك، وقال صاحب الروضة: اختلف فيه، قال: والذي قرأت به من جميع طرقه وروايته كسر الهاء ووصلها بياءٍ في اللفظ وعليه عوَّل المهدوي لأنه لم يذكر سواه.


(١) مابين المعقوفتين زيادة من (ب).
(٢) الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/ ٤٢.
(٣) الآية (٧٥) من سورة طه.
(٤) ص/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>