للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «أصّلا» ليس برمز لأنَّ الرمز لا يجتمع مع المصرح به في ترجمة واحدة، وقد صرح بقوله: «وعن كلهم» فكذلك الوجهان الموصلان عن جميعهم، وإنما ألجأه إلى هذا ولم يقل: وصلا التنبيه على الوجه الثالث.

١٠ - ومُدَّ لهُ عِنْدَ الفَوَاتِحِ مُشْبِعَاً … وَفِي عَيْنٍ الوَجْهَانِ وَالطُّولُ فُضِّلا

«ومُدَّ له» يعني للسكون، وحروف الفواتح على أربعة أقسام، فالمد المشبع في نحو ميم وسين ولام ليقطع الفصل بين الساكنين بالمد، والقسم الثاني عين واختلف فيه فمن أشبع المد فلهذه العلة، ومن لم يشبع المد فليفرق بينه وبين ما وليت الياء فيه حركتها، والأول مذهب ابن مجاهد، والثاني مذهب جماعة من أهل الأداء منهم ابن غلبون، وإنما فضل الطول لأنه قياس مذهبهم في الفرق بين الساكنين وعليه جلة الأئمة، وقال أبو محمد مكي رحمه الله (١): تفضيل مد ميم على مد عين أقوى في النظر وفي الرواية لجميع القرَّاء. اهـ والقسمان الآخران ذُكِرا في البيت بعده.

١١ - وَفي نَحْوِطَهَ القَصْرُ إِذْ لَيْسَ سَاكِنٌ … ومَا في أَلِفْ مِنْ حَرْفِ مَدٍّ فَيُمْطَلا

سماه قصراً لأنه لم يأت بعد الألف موجب لزيادة المد، وهذا هو القسم الثالث، والرابع ألف في {الم} لا يمد لعدم حرف المد أصلاً، [ومعنى «فيمطلا»: فيمد، يقال: مطلت الحديدة إذا مددتها، ومنه مطل الغريم لأنه مدَّ في المدة] (٢).


(١) الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/ ٦٧.
(٢) مابين المعقوفتين زيادة من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>