للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحجة مَنْ فرَّق أنَّ الألف في حالتي الرفع والجر هي لام الفعل، وفي النصب هي المبدلة من التنوين كما يكون ذلك في الصحيح وهو مذهب سيبوبه وغيره من الحذاق

وقوله: «وتفخيمهم في النصب أجمع أشملا» إشارة إلى هذا ثم مثَّله فقال:

٤٨ - مُسَمَّىً ومَوْلَىً رَفْعُهُ مَعْ جَرِّه … وَمَنْصُوبُهُ غُزَّىً وَتَتْرَى تَزَيَّلا

يعني أنَّ مسمى ومولى وقعا مرفوعين ومجرورين في قوله تعالى: {وأَجَلٌ مُسَمَّىً عِنْدَهُ} (١)، وقوله: {إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّىً} (٢)، وفي قوله تعالى: {مولَىً عن مولَىً شَيْئَاً} (٣) فمثَّل المرفوع والمجرور بهما، ومثَّل المنصوب بقوله: «غزى و تترى».

وغزى جمع غاز، وهو فاعل جمع على فُعَّل كصائم وصيم، وكما قالوا عافٍ وعُفَّى وأصل غازٍ غازِوٌ، فاستثقلت الحركة على الواو فأسكنت وقبلها كسرة فقلبت ياءً لسكونها وانكسار ما قبلها، فأصل غُزَّى إذا غُزي في حالتي رفعه وجره، فاستثقلت الضمة والكسرة على الياء فأسكنت فاجتمع ساكنان فحذفت لالتقاء الساكنين، ثم سوَّى فيه بين لفظ النصب وغيره.

وأما تترى فإنما يدخل في هذا الباب لأبي عمروٍ، وأما حمزة والكسائي فهما يقرآن بغير تنوين ويميلان وصلاً ووقفاً، وكذلك ورش في إمالته بين اللفظين، فهو على هذا فَعْلَى.


(١) الآية (٢) من سورة الأنعام.
(٢) الآية (٢٨٢) من سورة البقرة.
(٣) الآية (٤١) من سورة الدخان.

<<  <  ج: ص:  >  >>