للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - وباعَبَدَ اضْمُمْ واخْفِضْ التَّاءَ بَعُدَ فُزْ … رسَالَتَهَ اجْمَعْ واكْسِرالتَّاكَمَا اعْتَلا

١١ - صَفَا وتَكُونُ الرَّفْعُ حَجَّ شُهُودُهُ … وعَقَّدْتُمُ التَّخْفِيفُ مِنْ صُحْبَةٍ وِلا

١٢ - وفي العَيْنِ فَامْدُدْ مُقْسِطَاً فَجَزَاءُ نَوْ … وِنُوا مِثْلُ مَافي خَفْضِهِ الرَّفْعُ ثُمَّلا

قوله: «فز» لأنَّ مِنَ النَّحويين مَنْ ردَّه؛ قال الفرَّاء (١): مَنْ قرأ عَبُدَ الطاغوت فإن تكن فيه لغة مثل: حَذِر و حَذُر، وعَجِل وعَجُل فهو وجهٌ، وإلا فلا يجوز في القراءة؛ وقال نصير النحوي: هو وهمٌ ممن قرأ به فليتق الله مَنْ قرأ به، وليسأل عنه العلماء حتى يوقف على أنه غير جائز.

قال أبو عبيد: إنما معنى العَبُد عندهم الأعْبُد يريدون خَدَم الطاغوت، ولم نجد هذا يصح عن أحدٍ من فصحاء العرب أن يجمع العَبْدُ فيقال: عَبُد وإنما هو عبْدٌ وأعبُد بالألف.

قال أبو علي (٢): «ليس عَبُد لفظ جمعٍ، ألاترى انه ليس في أبنية الجمع مثله ولكنه واحدٌ يراد به الكثرة مثل: {وإنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ الله لا تحصُوهَا} (٣) وجاء على فَعُلَ، لأنَّ هذا البناءَ يراد به الكثرة والمبالغة نحو: يقُظٍ، ونَدُسٍ (٤) فكأنَّ هذا قد ذهب في عبادة الطاغوت، والتذلل له كلَّ مذهبٍ».

وكلام أبي عليٍّ يَرُدُّ كلام أبي عبيدٍ، والمعنى: وجعل منهم عَبُدَ الطاغوت.


(١) معاني القرآن للفراء ١/ ٣١٤.
(٢) الحجة ٣/ ٢٣٧.
(٣) الآية ٣٤ من سورة إبراهيم.
(٤) فَهِمٌ سريع السمع. اللسان (ندس) ٨/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>