للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزمخشري (١): «معناه الغلو في العبودية كقولهم: رجل حَذُرٌ، وفَطُنٌ للبليغ في الحذر والفطنة قال (٢):

أبني لُبَيْنَى إنَّ أمَّكُمُ … أَمَةٌ وإنَّ أباكُمُ عَبُدُ»

والقراءة الأخرى عطْفٌ على صلة «مَنْ» كأنه قيل: ومن عبدَ الطاغوت، وهو فعلٌ ماضٍ، وجمع رسالاته بمعنى أنه أرسل بالشرائع والأحكام، وهي رسالاتٌ كثيرة: أصولُ الشريعة وفروعها، والرسالة تدلُّ على هذا المعنى أيضاً وإن كان مفرداً.

وقوله: «كما اعتلا صفا» أشار به إلى ظهور المعنى، واعتلائه وصفوه، وقد قال الله تعالى حكايةً عن نوحٍ عليه السلام وغيره: {أُبَلِّغُكُم رسَالاتِ ربِّي} (٣)، [وقال حكايةً عن صالحٍ -عليه السلام-: {لقد أبْلَغْتُكُمْ رسَالة ربي} (٤)] (٥)؛ والمعنى ورفع تكون حج شهوده أي: غلبوا في الحجة؛ لأنهم جعلوا حسِب بمعنى أيقن، ولزم أن تكون «أن» المخففة من الثقيلة، فيكون التقدير أنه لا تكون فتنةٌ، وقد جاء بخلاف ذلك قوله: {أيحسَبُ الإنسنُ أن لَنْ نجَمَع} (٦)، و {أحسِبَ النَّاسُ أن يُتْرَكُوا} (٧) ولكن الاستفهام ليس من الثابت المحقق/ وهولاء قد نزَّل حسبانهم لقوته عندهم وتصميمهم عليه منزلة اليقين.


(١) انظر: الكشاف للزمخشري ١/ ٤٧٠.
(٢) البيت لأوس بن حجر وهو في ديوانه ٢١، والدر المصون ٤/ ٣٢٨.
(٣) الآية ٦٢ من سورة الأعراف.
(٤) الآية ٧٩ من سورة الأعراف.
(٥) مابين المعقوفتين سقط من (ش).
(٦) الآية ٣ من سورة القيامة.
(٧) الآية ٢ من سورة العنكبوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>