حفص بن سليمان بن المغيرة البزار، وكان حفص يعرف بحفيص، ويكنى بأبي داود، وقيل: بل بأبي عمر، وهو الأشهر، ولد في سنة تسعين في أيام الوليد بن عبدالملك، ومات في أيام الرشيد سنة ثمانين ومائة، وقال ابن المنادي: مولده قبل الطاعون بقليل، وكان الطاعون في أيام الوليد في سنة إحدى وتسعين، وأجمع الناس على صحة نقلهما.
فأما أبو بكر فإنه تعلم القرآن من عاصم خمساً خمساً كما يتعلم الصبي من المعلم، وذلك في نحو من ثلاث سنين،/ وكان يأتيه في الحرِّ والبرد فربما خاض ماء المطر فبلغ حقويه، فنزع سراويله، وكان يقوم الليل يقال: إنه لم يفرش له فراشٌ خمسين سنةً.
وسئل سفيان بن عيينة وهو جالس بين يديه بمكة عن حديث فقال للسائل: لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعداً.
ولما حضرته الوفاة بكت ابنته، فقال: يا بنية لا تبكي تخافين أن يعذبني الله، وقد ختمت في هذه الزاوية أربعاً وعشرين ألف ختمة؛ وكانت وفاته في سنة خمس وتسعين، وقيل: في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة.
ولد في أيام الوليد بن عبد الملك سنة أربع وتسعين، ومات في أيام الأمين.
و «المبرز أفضلا»، أي: السابق الفضل.
قال وكيع: هو العالم الذي أحيا الله به قرنه، وكذلك قال يحيى بن آدم.