للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - وَضمّ هُنَا كُرْهاً وَ عِنْدَ بَرَاءَةٍ … شِهَابٌ وَفِي الأَحْقَافِ ثُبِّتَ مَعْقِلا

الخلاف في كرهاً في أربعة مواضع هاهنا وفي التوبة {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعَاً أَوْ/ كُرْهَاً} (١)، وفي الأحقاف موضعان (٢). والأخفش، وأكثر البصريين، والكسائي يذهبون إلى أنهما لغتان بمعنىً واحدٍ.

والفرَّاء يزعم أنَّ الفتح بمعنى الإكراه والضم من قبلك أي: الذي يفعله كارهاً له من غير مكرِه كالأشياء التي فيها مشقةٌ ونصَبٌ، وكذلك قال ابن قتيبة (٣) وقال: يقول الناس لتفعلن ذلك طوعاً أو كَرهاً بالفتح أي: طائعاً أو مكرهاً، قال ولا يقال: [طوعاً] (٤) أو كُرهاً وكذلك قال أبو عمرو بن العلاء: الضمُّ ما تكره فِعلَه، والفتح فيما تستكره عليه.

و «معقلا» يجوز أن يكون منصوباً على التمييز أي: ثبت معقله يعني الحرف المختلف فيه في الأحقاف، وذلك لقوته بانضياف عاصم، وابن عامرٍ من طريق ابن ذكوان إلى حمزة والكسائي فيه.

ويجوز أن يكون الضمير في «ثبت» لشهاب، ويجوز أن ينتصب معقلاً على الحال أي: مُشْبِهاً معقلاً.

والصحيح أنَّ (كَرهاً) و (كُرهاً) بمعنىً واحدٍ، ولولا ذلك لما كان لمن ضَمَّ في النساء وجهٌ؛ والقراءة صحيحةٌ ثابتةٌ.


(١) الآية ٥٣ من سورة التوبة.
(٢) في الآية ١٥.
(٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٢٢.
(٤) زيادة من ابن قتيبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>