للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧ - ومَكْةُ عَبْدُ اللهِ فِيهَا مُقَامُهُ … هوَ ابنُ كَثِيرٍ كَاثِرُ القَوْمِ مُعْتَلا

جاء في كنيته: أبو معبد، وأبو عبادة، وأبو بكر، ويعرف بالداري، والدار بطن من لخم، وقيل: هو منسوب إلى تميم الداري، وقيل: إنَّ دارين موضع بالبحرين يجلب منه الطيب. قال الأصمعي: كان عطَّاراً، والعرب تسمي العطَّار الداري، وهو مولى عمرو بن علقمة الكناني، وكان عطَّاراً بمكة، وكان يقص على الجماعة، وكان يَعِظُ أصحابه قبل القراءة، وقال الزيني: قال لي قنبل: كان ابن كثير يتعمد الوقف على ثلاثة أحرف، ويأخذ الناس بالوقف عليها في آل عمران، {وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَه إِلا اللهُ} (١) وفي الأنعام {وما يُشْعِرُكُمْ} (٢)، وفي النحل {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} (٣).

وهو من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى في السفن إلى اليمن، لما طرد الحبشة من اليمن، وكان يخضب بالحناء، ولما سأله الناس في الجلوس للإقراء بعد وفاة مجاهد بن جبر، قال:

بني كثير كثير الذنوب ففي … الحل والبل من كان سبَّه

بني كثير دهته اثنتان … رياءٌ وعجبٌ تخلل قلبه

بني كثير أكول نؤوم … وليس كذلك من خاف ربّه

بني كثير يعلم علماً لقد أعوز … الصوف من جزَّ كلبه (٤)


(١) الآية ٧ من سورة آل عمران.
(٢) الآية ١١٠ من سورة الأنعام.
(٣) الآية ١٠٣ من سورة النحل.
(٤) كالذي يجز كلبه وهو بحاجة إلى الصوف الحقيقي، وهذا تواضع من ابن كثير وهضمٍ لنفسه.
قال الإمام الذهبي: بعض القراء يغلط، ويورد هذه الأبيات لعبدالله بن كثير، وإنما هي لمحمد بن كثير أحد شيوخ الحديث بعد المائتين.
(معرفة القراء ١/ ٨٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>