للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧ - ومُدَّ وخَفِّفْ ياءَ زَاكِيَةً سَمَا … ونُونَ لَدُنِّي خَفَّ صَاحِبُهُ إِلى

١٨ - وسَكِّنْ وأَشْمِمِ ضَمَّةَ الدَّالِ صَادِقَاً … تَخِذْتَ فَخَفِّفْ واكْسِرْ الخَاءَ دُمْ حُلا

الفرَّاء (١) زاكية وزكيَّةً سواء كقَاسِيَة وقَسِيَّة، ومعنى ذلك الطهارة، لأنه لم يرها إذ نبتَ، أو لأنها صغيرةٌ، واتفق نافعٌ وأبو بكرٍ على تخفيف نون لدني إلا أنَّ أبا بكر يُسَكِّن الدال ويُشِمُّها للضم على ما تقدم في لدنه من الإشارة بالعضو.

قال أبو عمرو: ويجوز أن تكون هنا الإشارة بالضمَّة إلى الدَّال فيكون إخفاءً لا سكوناً، ويُدْرَك ذلك بحاسة السمع.

وأما تشديد النون فإنها مِنْ لَدُن ساكنةٌ مثل: نون عَنْ ومِنْ، فإذا أضفتَ قلت: عَنِّي، ومِنِّي، ولَدُنِّي أَلْحَقْتَ قبل الياء نوناً ثم أدغمت النون في أختها، والغرض بذلك أن يَسْلَم سكونُ نون لدن، وعن، ومِنْ.

ومَنْ خفَّف فلأنَّ لدن على ثلاثة أحرف فاحتمل حذفُ النون اكتفاءً بالنون الأخرى بخلاف عَنْ ومِن، فإنه على حرفين.

و «إلى» واحد الآلاء، وهي النِّعَم وتكتب بالياء مثل: مِعَىً، وقد تفتح منه الهمزة، والمعنى صاحبه.

نعمةٌ مبتدأ وخبر، ويجوز أن ترفع (صاحبه) بخفَّ فيكون إلى في موضع نصبٍ على الحال،/ وأما لتخذتَ ولا تخذت فهما لغتانِ، تقول: تَخِذْتُ أَتْخَذُ تَخَذَاً، واتَّخذْتُ اتِّخِذُ اتِّخَاذَاً، قال الشاعر (٢):

وقد تَخِذَتْ رِجْلِي لَدَى جَنْبِ غَرْزِها … نَسِيفَاً كأُفْحُوصِ القَطَاةِ المُطَرَّقِ


(١) معاني القرآن للفراء ٢/ ١٥٥.
(٢) البيت للممزَّق العبدي. وهو في اللسان (طرق) ١٢/ ٩٣، والخصائص ٢/ ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>