للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز حذف الواو كما قال: {سَادِسُهُم} (١) قبله، وقد سبق في {وقَالُوا اتَّخَذَ} (٢) مثلُ هذا (٣)، «وكما انجلى» معناه كما انكشف.

٢٥ - وَقَرْحٌ بِضَمِّ القَافِ وَالقَرْحُ صُحْبَةٌ … وَمَعْ مَدِّ كَائِن كَسْرُ هَمْزَتِهِ دَلا

٢٦ - وَلا يَاءَ مَكْسُورَاً وَقَاتَلَ بَعْدَهُ … يُمَدُّ وَفَتْحُ الضَّمِّ وَالكَسْرِذُو وِلا

القَرْح والقُرْح كالفَقْرِ والفُقْرِ، والكَرْه والكُرْه، والضَعْف والضُعْف، قال الأخفش والكسائي والزَّجاج (٤): هما واحد.

وقال الفراء (٥): «كأنَّ القَرْح الجراحات»، والقُرْح بالضم ألمها، وكأيّن وكائِنْ لغتان بمعنى كم، ويقال أيضاً: كَأْيِن مثل: كَعْيٍ وكَيْنٍ مثل: كَعٍ، والأصل كأيِّن، وهي كاف التشبيه دخلت على أيّ، وإنما ذكر المدَّ وكسر الهمزة وحَذَفَ الياء المكسورة لتأخُذَ بضدِّ ذلك لغير ابن كثير، فإنك إذا قصرت وفتحت الهمزة وأتيت بياءٍ مكسورةٍ صارت كأيَّن إلا أنه يبقى عليه تشديد الياء، ولم يتسع له التنبيه عليه فاعتمد في ذلك على شهرته و «دلا» من دلوتُ الدلو إذا أخرجتها ملأى يشير بذلك إلى كثرة استعماله وشهرته في أشعار العرب قال الشاعر (٦):

وكائن بالأباطح من صديق … يراني لو أُصِبْتُ هو المصَابا


(١) الآية ٢٢ من سورة الكهف.
(٢) الآية ١١٦ من سورة البقرة.
(٣) المقنع ص ١٠٢.
(٤) معاني القرآن للأخفش ١/ ٢١٥، ومعاني القرآن للزجاج ١/ ٤٧٠.
(٥) معاني القرآن للفراء ١/ ٢٣٤.
(٦) البيت لجرير وهو في ديوانه ص ١٧، ابن الشجري ١/ ١٠٦، وابن يعيش ٣/ ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>