للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب الهمزتين من كلمتين]

١ - وأَسْقَطَ الأولى في اتَّفَاقِهمَا مَعَاً … إِذَا كَانَتَا مِنْ كِلْمَتَينِ فَتَى العُلا

حُجة من أسقط الأولى من هذا النوع أنه اكتفى بالثانية لدلالتها على الأولى بحركتها المماثلة لحركتها، وإنما اختص الأولى بالحذف لأنها في طرف، والأطراف مواضع التغيير، ولأنه أجرى مجرى الساكنين إذا اجتمعا من كلمتين في تغيير الأول منهما ثم مثَّلَه فقال:

٢ - كَجَا امْرُنَا مِنْ السَّمَا إِنْ أَوْلِيَا … أُولَئِك أَنْوَاعُ اتِّفَاقٍ تجَمَّلا

{فجَآءَ أَمْرنا} (١) مثال المفتوحتين و {من السَّمَآءِ إنَّ في ذَلِكَ} (٢) مثال المكسورتين، و {أوليآءُ أَولئك} (٣) مثال المضمومتين، «أنواع اتفاق» تجملا أي: تزيَّن أو تجمع.

[فإن قلت بمثيله بقوله -عز وجل-: {فجَآءَ أَمْرنا}، و {أوليآءُ أُولَئِكَ} معلوم.

فأما قوله: {مِنْ السَّمَآءِ إنَّ} أين وقع هذا في القرآن فقد أعياني النظر فيه، قلت: هو كما تقول لأنه لم يقع في القرآن إلا في موضعٍ واحدٍ، وهو قوله -عز وجل- في سورة سبأ: {أونُسْقِط عَليهم كِسَفَاً من السَّمَآءِ إنَّ في ذلك لآيةً لكلِّ عَبْدٍ مُنِيب}] (٤).


(١) الآية (٨) من سورة هود.
(٢) الآية (٤٠) من سورة سبأ.
(٣) الآية (٣٢) من سورة الأحقاف.
(٤) مابين المعقوفتين زيادة من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>