والنصب على أنَّ حسب على بابه، وأنْ الناصبة للفعل، «وعقدتم التخفيف من صحبةٍ ولاء» التخفيف مبتدأ وخبره ولاء أي: متابعة للمعنى لأنَّ الكفارة تجب بعقد يمينٍ واحدةٍ، ومَنْ مَدَّ فهو مثل: عافاه الله، ويجوز أن يكون من اثنين مثل: تحالفتم، ومَنْ شدَّد فلأنَّ الخطاب لجماعة؛ فالفِعْلُ متردد من فاعليه، ومثله: يُذبَّحون.
ومعنى «مقسطاً» عادلاً، و «ثُمَّلا» جمع ثامِل، والثامل المصلِح والمقيم أيضاً يقال له: ثمُلَ يثمل بضم العين وكسرها فهو ثامِل، وهو منصوبٌ على الحال أي: نوَّنوا مقيمين على هذه القراءة على وجه الاختيار لها، أو مصلحين المعنى بلفظها، و (مثل) في هذه القراءة صفةٌ لجزاء، والتقدير: فعليه جزاءٌ مماثل ما قتل.
و {من النَّعَمِ}(١) أيضاً في موضع الصفة، وإنما أشار بمقيمين أومصلحين إلى استبعاد قومٍ القراءة الأخرى، قالوا: لأنَّ قاتل الصيد ليس عليه جزاءٌ مِثلَ ما قتل إنما عليه جزاء ما قتل، ووجهها أنْ يقال: إنَّ الأصل (فجزاءٌ مِثلَ) بالتنوين والنصب، بمعنى فعليه أن يجزي مثل ما قتل، ثم أضيف كما تقول: عجبتُ مِنْ ضَرْبٍ زيدٍ، ثم من ضربِ زيدٍ؛ فهذا لامقال فيه.
التنوين والرفع على أنَّ طعام عطفُ بيانٍ لكفارة والإضافة لأنَّ الكفارات على أضرب: كفارة طعام، وكفارة صيام، وكفارة مماثلة من النعم.
و «دم غنى» أي: غنياً وقد تقدم القول في قيماً؛ وقوله:«له ملا» الملا جمع ملاءة وهي الملحفة؛ والمقصود بالملاءة التغطية، وكذلك الحجة كأنها سِتْرٌ على/ ما يحتج له وغطاءٌ له.