للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - وفِيهَا وفِي ياسِينَ والطَّارِقِ العُلَى … يُشَدِّدُ لَمَّا كَامِلٌ نَصَّ فَاعْتَلَى

١٤ - وفي زُخْرُفٍ فِي نَصِّ لُسْنٍ بخُلْفِهِ … ويَرْجِعُ فيه الضَّمُّ والفَتْحُ إِذْ عَلا

القراءة في هذه السورة في (أنَّ)، و (لمَّا) معاً على أربعة أوجه: تشديد (إن) وتخفيف (لمَّا) وهي قراءة أبي عمروٍ والكسائي.

قال أبو علي (١): «مَنْ قرأ {وإنَّ كُلاًّ لما} (٢) فشدَّد (إن) وخفَّف (لمَّا) فوجهُهُ بيِّنٌ، وهو أنه نصبَ (كُلاً) بإن، وأدخل لام الابتداء على الخبر، وقد دخلت في الخبر لامٌ أخرى يُتلقَّى بها القسم وتختصُّ بالدخول على الفعل، ويلزمُها في أكثر الأمر إحدى النُّونين، فلما اجتمع اللامانِ واتفقا في اللفظ وفي تلقى القَسَمِ فصَل بينهما بما كما فَصَلُوا بين (أن) واللام».

وقال غيره: التنوين في (كُلاً) عِوَضٌ من المضاف يريد وأنَّ كُلَّهم أي: كل المختلفين (ليوفينهم) جوابُ قسمٍ محذوف، واللام في (لما) موطئة للقسم، وما مزيدة والمعنى: وأنَّ جميعهم والله ليوفينهم ربك أعمالهم من حسنٍ وقبيحٍ، وإيمانٍ وجحودٍ.

الثاني: قراءة نافع وابن كثير بالتخفيف فيهما، ووجْهُ ذلك ما سبق لأبي عمروٍ والكسائي و (إن) مخففة من الثقيلة، وقد سبق القول في إعمالها.

الثالث: قراءة أبي بكر بتخفيف (إن) وتشديد (لما)، قال أبو عليٍّ: هي مُشْكِلَةٌ.


(١) الحجة ٤/ ٣٨٥.
(٢) الآية ١١١ من سورة هود.

<<  <  ج: ص:  >  >>