للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعويض عنه، قال الله تعالى: {وفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ} (١)، ومعنى قوله: «نفلا»: أي: أعطى نفلاً وهوالغنم، يقول: «وضم تفادوهم» مع مده إذ راق أي: أعجب يعني هذا اللفظ، نُفِّل أي: أعطي الغنم يثني على القراءة به ويستحسنه لظهور معناه لأنَّ باب فاعلت يكون من اثنين في الغالب مثل خاصمت وقاتلت، ولأنَّ بعض الناس أبى هذه القراءة واختار تفدوهم، وقال: المعنى يدل على أنهم تَفْدونهم على كل حال بمالٍ أو برجالٍ، ولاوجه لهذا الترجيح، وقد ثبتت القراءة مع أنَّ تفادوهم أيضاً يصح أن يكون في معنى تفدوهم كما سبق.

٢٣ - وَحَيْثُ أَتَاكَ القُدْسِ إِسْكَانُ دَالِهِ … دَوَاءٌ وَلِلبَاقِينَ بِالضَّمِّ أُرْسِلا

أهل الحجاز يثقلون القدس، وبنو تميم يخففون، وأشار بقوله: «إسكان داله» إلى أنَّ الأصل الضم ولكنه أسكن تخفيفاً، فالإسكان دواء يثقل كما قالوا: رُسْل وكتْب فخففوا لاجتماع ضمتين، وقيل: هما لغتان.

٢٤ - وَيُنْزِلُ خَفِّفْهُ وَتُنْزِلُ مِثْلُهُ … ونُنْزِلُ حَقٌّ وَهُوَ فِي الحِجْرِ ثُقِّلا

نزَّل وأَنْزَلَ قد يكونان بمعنىً واحدٍ وهو التعدية نحو نزَّلتُ القومَ منازلهم، وكذلك أنزلتهم، وأخبرتك بكذا وخبَّرْتُك، وقد يكون نزَّل للتكرير والتكثير [ولذلك أجمعوا على تشديد {ومَانُنَزِّلُه إِلا بقَدَرٍ مَعْلُوم} (٢) في الحجر لظهور معنى التكرير والتكثير فيه] (٣).


(١) الآية ١٠٧ من سورة الصافات.
(٢) الآية ٢١ من سورة الحجر.
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>