هذه المهموسة ضد المجهورة، سميت مهموسةً لضعفها وضعف الاعتماد عليها عند خروجها وجريان النفس معها، والهمس الحس الخفيّ، وقيل في قوله تعالى:{فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا} هو حِسُ الأقدام، وجمعها غيره فقال:
* ستَحُثُّهُ كَفُّ شخصٍ *
وقالوا أيضاً: كَسَتْ شَخْصَهُ فَجَثَّ، وقالوا أيضاً: سَكَتَ فَحَثَّه شخصٌ، والشديدة ثمانية جمعها في قوله: أجَدَث كقُطْبٍ، وقال غيره: أجِدُك قَطَث، وأجْدَت طَبَقَك، سميت شديدةً لأنَّ/ الشدة هي القوة، وهي حروفٌ قوية لأنها قويت في موضعها ولزمته، ومنعت الصوت أن يجري معها حال النطق بها.
و «عمر نل» بين الرخو والشديد، وهي خمسة أحرف، وإن شئت قلت: لم نَرْع، ومعنى قولهم: بين الرخوة والشديدة، أنَّ الرخوة إذا نطقت بشيءٍ منها نحو: البس، أُغْلُظ، إلمح أجريت فيه الصوت إن شئت.
فأما هذه التي بين الرخوة والشديدة فلا يجري فيها الصوت كجريانه في الرخوة، ولا ينحبس انحباسه في الشديدة نحو بع.
قال سيبويه (١): وأما العين فبين الرخوة والشديدة تصل إلى الترديد فيها لشبهها بالحاء، قال: ومنها المنحرف يريد ومما بين الرخوة والشديد، وهو حرف شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت، ولم يعترض على الصوت كاعتراض الحروف الشديدة وهو اللام، إن شئت مددت فيها