للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الريح عند النطق بها، والمستفلة ماعدا المستعلية، سميت بذلك لأنَّ اللسان يستفل عند النطق بها إلى قاع الفم، ثم ذكر أضداد هذه فقال.

٢٠ - فَمَهْمُوسُهَا عَشْرٌ (حَثَتْ كِسْفَ شَخْصِهِ)(أَجَدَّتْ كَقُطْبٍ) لِلشَّدِيدَةِ مُثِّلَا

هذه المهموسة ضد المجهورة، سميت مهموسةً لضعفها وضعف الاعتماد عليها عند خروجها وجريان النفس معها، والهمس الحس الخفيّ، وقيل في قوله تعالى: {فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا} هو حِسُ الأقدام، وجمعها غيره فقال:

* ستَحُثُّهُ كَفُّ شخصٍ *

وقالوا أيضاً: كَسَتْ شَخْصَهُ فَجَثَّ، وقالوا أيضاً: سَكَتَ فَحَثَّه شخصٌ، والشديدة ثمانية جمعها في قوله: أجَدَث كقُطْبٍ، وقال غيره: أجِدُك قَطَث، وأجْدَت طَبَقَك، سميت شديدةً لأنَّ/ الشدة هي القوة، وهي حروفٌ قوية لأنها قويت في موضعها ولزمته، ومنعت الصوت أن يجري معها حال النطق بها.

٢١ - وَمَا بَيْنَ رَخْوٍ وَالشَّدِيدَةِ (عَمْرُنَلْ) … وَ (وَايٌ) حُرُوفُ الْمِّدِ وَالرَّخْوِ كَمَّلَا

و «عمر نل» بين الرخو والشديد، وهي خمسة أحرف، وإن شئت قلت: لم نَرْع، ومعنى قولهم: بين الرخوة والشديدة، أنَّ الرخوة إذا نطقت بشيءٍ منها نحو: البس، أُغْلُظ، إلمح أجريت فيه الصوت إن شئت.

فأما هذه التي بين الرخوة والشديدة فلا يجري فيها الصوت كجريانه في الرخوة، ولا ينحبس انحباسه في الشديدة نحو بع.

قال سيبويه (١): وأما العين فبين الرخوة والشديدة تصل إلى الترديد فيها لشبهها بالحاء، قال: ومنها المنحرف يريد ومما بين الرخوة والشديد، وهو حرف شديد جرى فيه الصوت لانحراف اللسان مع الصوت، ولم يعترض على الصوت كاعتراض الحروف الشديدة وهو اللام، إن شئت مددت فيها


(١) الكتاب ٤/ ٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>