للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن سورة القيامة إلى سورة النبأ

١ - وَرَا بَرَقَ افْتَحْ آمِناً يَذَرُونَ مَعْ … يُحِبُّونَ حَقٌّ كَفَّ يُمْنَى عُلاً عَلَا

يقال: بَرُقَ بصَرُه يَبْرُقُ بَرِيقاً إذا شَخِصَ فلم يَطْرِف من شدة الفزع، وبَرِقَ البصرُ تَحَيَّرَ، يقال: بَرِق الرجل يَبْرُقُ بَرَقاً إذا تحيَّر من رؤية البرق، وأَسِدَ وبَقِرَ إذا رأى أُسُداً وبَقَراً كثيرة فتحيَّر من ذلك.

وقوله: «حقٌّ كَفَّ» أي: كَفَّ المنازع فيه، لأنَّ أبا سلمة روى أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ ذلك بالياء، والغيب لِمَا دلَّ عليه لفظ الإنسان مِنْ الإخبار عن الجنس، والخطاب استئناف.

قال أبو عبيد: ولولا كراهة الخلاف لكانت الياء فيها أمكنَ لذِكْر الإنسان قبل ذلك، و {يُمْنَى} (١) بالياء راجع إلى المني، وبالتاء إلى النطفة.

٢ - سَلَاسِلَ نَوِّنْ إِذْ رَوَوْ اصَرْفَهُ لَنَا … وَبِالْقَصْرِ قِفْ مِنْ عَنْ هُدىً خُلْفُهُمْ فَلَا

٣ - زَكَا وَقَوَارِيراً فَنَوِّنْهُ إِذْ دَنَا … رِضاً صَرْفِهِ وَاقْصُرْهُ فِي الْوَقْفِ فَيْصَلَا

٤ - وَفِي الثَّانِ نَوِّنْ إِذْ رَوَوْ اصَرْفَهُ وَقُلْ … يَمُدُّ هِشَامٌ وَاقِفاً مَعْهُمُ وِلَا

قال أبو عبيد: {سَلاسِلاً} (٢)، و {قَوَارِيرَا} (٣)، {قَوَارِيرَا} (٤) هي في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف (٥)، ورأيتها في الإمام مصحف عثمان الأولى {قَوَارِيرَا} بالألف مثبتة، والثانية كانت ألفاً فَحُكَّت ورأيت أثرها بيِّناً.


(١) الآية ٣٧ من سورة القيامة.
(٢) الآية ٤ من سورة الإنسان.
(٣) الآية ١٥ من سورة الإنسان.
(٤) الآية ١٦ من سورة الإنسان.
(٥) المقنع ص ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>