للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - وقُلْ سَاحِرٍ سِحْرٍ شَفَا وتَلَقَّفُ ارْ … فَعِ الجَزْمَ مَعْ أُنْثَى يُخَيَّلُ مُقْبِلا

في {كيد سِحْر} (١) أربعة أوجه إنما صنعوا كيدُ ذي سحر، أو جعلهم لتوغُّلهم في معرفة السحر نفس السحر، أوبيَّنَ الكيدَ بالسحر، كقولك: عِلْمُ كلامٍ وعِلْمُ أحكامٍ، أوجعل للسحر كيداً لحصوله من جهته، فكأنه يكيد بالتخييل.

وساحر يراد به الجنسية، وكذلك قوله: {ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ} (٢)، و {تلقفُ} (٣) بالرفع على الحال أي: ألق ما في يمينك متلقفة، أوعلى الاستئناف وبالجزم على جواب الأمر، وتخيل أي: تخيل الحبال والعِصِيُّ،

و (أنها تسعى) بدل الاشتمال، و {يُخَيَّلُ إليه أَنَّهَا تَسْعَى} (٤) أي: يخيل إليه سعيها.

٩ - وأَنْجَيْتُكُم وَاعَدْتُكُمْ مَارَزَقْتُكُمْ … شَفَا لا تَخَفْ بالقَصْرِ والجَزْمِ فُصِّلا

لقوله: {فَيَحِلَّ عَلَيْكُم غَضَبِي} (٥)، وأنجيناكم وما بعده لقوله: {ونَزَّلْنَا عَلَيْكُم المَنَّ والسَّلْوَى} (٦)، والكل جائِزٌ صحيحٌ، وقد سبق تظيره.

و «لا تخف» نهيٌ، وعلى الوجه الآخر لست تخاف، وهو في موضع الحال.


(١) الآية ٦٩ من سورة طه. وحمزة والكسائي قرآ {كيد سحر} بكسر السين وإسكان الحاء بلا ألف والباقون بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء.
(٢) الآية ٦٩ من سورة طه.
(٣) قرأ ابن ذكوان {تلقف} برفع الفاء، والباقون بالجزم، وأما القاف فقد قرأ حفص بإسكان اللام وتخفيف القاف، والباقون بتشديد القاف، وقد تقدم في سورة الأعراف.
(٤) الآية ٦٦ من سورة طه. قرأ ابن ذكوان {يخيل} بتاء التأنيث، والباقون بياء التذكير.
(٥) الآية ٨١ من سورة طه. وقرأ حمزة والكسائي بضم الحاء في {فيحل}، وبضم اللام في {ومن يحلل}، والباقون بالكسر فيهما.
(٦) الآية ٨٠ من سورة طه.

<<  <  ج: ص:  >  >>