للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول ثامن: قال عبد القاهر (ها) تنبيه و (ذا) إشارة زيد على ذلك ألف ونون فاجتمع ألفان فلا بد من الحذف فلم يمكن حذف ألف (ذا)، لأنها كلمة على حرفين فحذفت ألف التنبيه وبقيت النون دالةً عليها وألف (ذا) لا تنقلب.

قول تاسع: أنه ليس تثنية على الحقيقة، لأنَّ التثنية لما تتعرفُ نكِرَتُهُ وتَتَنَكَّرُ معرفتُهُ فهذا لفظٌ موضوعٌ للتنبيه وليس بها كقولهم: أنتما وهما فلا تعمل (إن) في ذلك، وهذا القول والذي قبله يصلحان علةً لمن لا يقول: (إن هذين).

وأنكر الزجّاج (١) قراءة أبي عمرو، وقال: «لا أجيزها لمخالفتها المصحف، قال وكلما وجدت سبيلاً إلى موافقة المصحف لم أُجِزْ مخالفته، لأنَّ اتِّباعَه سنَّةٌ، لاسيما وأكثر القراء على اتِّبَاعه، ولكني أستحْسِنُ (إن هذان)، وفيه إمامان عاصم والخليل وموافقة أُبيٍّ» انتهى كلامه.

قال أبو عُبيدٍ: رأيتها في مصحف عثمان (٢) (هذن) بغير ألفٍ، قال أبو عبيد: وكذلك رأيت التثنية المرفوعة كلها بغير ألف.

وأمّا تشديد النون فقد سبق في سورة النساء (٣)، و {فَاجْمَعُوا} (٤) بالوصل لاتفاقهم على فَجَمَعَ {كيْدَهُ ثم أتى} (٥) ومعنى أَجْمَعَ أمرَهُ احْكَمَهُ وعزم عليه، قال الشاعر (٦):

يا ليت شعري والمُنَى لا تَنْفَعُ … هل أغْدُوَنْ يوماً وأَمْرِي مُجْمَعُ

و «حولا» منصوب على الحال، وهو العارف بتحويل الأمور.


(١) معاني القرآن للزجاج ٣/ ٣٦٤.
(٢) المقنع ص/ ١٥.
(٣) سورة النساء البيت رقم (٧).
(٤) الآية ٦٤ من سورة طه.
(٥) الآية ٦٠ من سورة طه.
(٦) وهو في اللسان (جمع) ١٠/ ٤٠٨، وتفسير الطبري ١٨/ ٣٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>