للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة يوسف -عليه السلام-]

١ - و ياأَبَتِ افْتَحْ حَيْثُ جَا لابْنِ عَامِرٍ … ووَحِّدْ للمَكِّيِّ آياتٌ الْوِلا

في المنادى المضافِ إلى النفسِ لغاتٌ: ياغُلامَى، وياغلامِيْ ساكنُ الياء للتخفيف، وياغلامِ محذوفها والكسرة دالَّة عليها، ويا غلاما نقلبها ألفاً لأنَّ الألفَ أخفُّ من الياء، وفي يا أبت ويا أمه (١) أربعُ لغاتٍ: يا أبتِ، ويا أبتُ، ويابَتَا (٢)، ويا أبتَ؛ فالتاءُ في يا أبتِ تاءُ تأنيثٍ عُوِّضَت عن ياء الإضافة، ولذلك تقف عليها بالهاء كما تقول: يا قائمهْ والغرض بذلك تفخيمُ الأبِ، كما قالوا: عَلاّمَة ونَسَّابة.

والذي جوَّزَ إِبْدَالها مِنْ ياء الإضافة ما بينَهما/ من المضارعة في كونهما زيادتين إن [انضَمَّت] (٣) إلى الاسم في آخره والكسرة فيها هي التي كانت قبل الياءِ في يا أبي جُعِلَت على التاء، لأنَّ تاءَ التأنيث لا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً، وإنما لم تُحْذَف هاهنا وتسكن التاء، لأنَّ التاء اسمٌ والأسماء تستوجب التحريك بالأصالة، وهي حرْفٌ صحيحٌ ككاف الخطاب فوجب تحريكها، ولم يلزم ذلك في الياء لأنها حرف لينٍ فجاز إسكانها تخفيفاً.

[فإن قيل] (٤): فإذا جمعتم بين التاء والكسرة التي كانت قبل الياء فقد ألممتم بالجمع بين العِوَض والمعوَّض.

فالجواب: أنَّ الكسرة والياء غير إن والتاء عِوَضٌ من الياء دون الكسرة، وإنما الجمع بين العِوَض والمعوَّض في يا أبتي ويا أمي وذلك لا يجوز.


(١) كذا في الأصل لعلها [يا مَّه].
(٢) كذا في الأصل لعلها [ويا أبتا].
(٣) في (ع) [انضما].
(٤) مابين المعقوفتين سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>