للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال (١): ومنها الهاوِي، وهو حرفٌ اتسع لهواء الصوت مخرجه أشد من اتساع مخرج الياء والواو لأنك قد تضم شفتيك في الواو وترفع في الياء لسانك قبل الحنك، وهو الألف فكيف تكون/ بين الرخوة والشديدة، والكونُ بينهما هو أن لا يتم للصوت الانحصار ولا الجري.

قال المبرِّد (٢): ومن الحروف حروف تجري مع النفس، وهي التي تسمى الرخوة، ومنها حروف تمنع النفس وهي الشديدة.

وقال أبو الحسن الرُّماني (٣): «أجدك قطبت» هذه الشديدة وما عداها رخوٌ، إلا أنّ منه ما لا يجري الصوت فيه كجريانه في الرخوة، لأنه بين الرخو والشديد وهو العين، ومن الشديدة ما يجري فيه الصوت ولا يخرج من موضعه وهو النون، لأن الصوت يجري فيه من الخياشيم.

ثم قال في حروف المد: ومعنى المد واللين أنه يمكن أن يمد بها الصوت دون غيرها كقولك: زيدو، وزيدي، وزيدا، والاعتماد لها لين، وإنما يجري الصوت فيها للمد الممكن بها من أجل جنسها، إذا كان ما قبلها منها، فهذا كله تصريح بأنها رخو.

٢٢ - وَ (قِظْ خُصَّ ضَغْطٍ) سَبْعُ عُلْوٍ وَمُطْبَقٌ … هُوَ الضَّادُ وَالظَّا أُعْجِمَا وَإِنُ اهْمِلَا

والمستعلية سبعة، وهي ضد المستفلة، إذ الاستعلاء ارتفاع اللسان إلى الحنك، والمطبقة من جملة المستعلية أربعة:

الضاد، والظاء، والصاد، والطاء وهو معنى قوله: «أُعْجِما وإن أُهْمِلا» وهي ضد المنفتحة.

والإطباق: أن ينطبق على مخرج الحرف من اللسان ما جازاه من الحنك، فإن قلت: فهي مطبقة مستعلية، قلت: نعم لأن الاستعلاء هو ارتفاع اللسان وذلك لا يناقض الإطباق.


(١) الكتاب ٤/ ٤٣٥.
(٢) المقتضب ١/ ١٩٤.
(٣) علي بن عيسى أبو الحسن الرماني، كان إماماً في العربية، في طبقة السيرافي والفارسي. توفي سنة أربعٍ وثمانين وثلاثمائة. بغية الوعاة ٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>