للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة النساء]

١ - وَكُوفِيُّهُم تَسَّاءلون مخَفَّفَاً … وحَمْزَةُ وَالأرْحامَ بالخفْضِ جَمَّلا

أصل تساءلون تتساءلون، فلما اجتمع التاءان خفف بحذف إحداهما على ما سبق من الخلاف في تظاهرون، وعلى هذا الضرب من التخفيف قراءة الكوفيين، وخففه آخرون بالإدغام، وعليه القراءة الأخرى.

وأدغمت التاء في السين لما بينهما من التقارب، إذ هما من طرف اللسان وهما مشتركان في الهمس، والتاء مع ذلك أضعف من السين، لأنَّ للسين صفيراً ليس لها فهي تقوى بالإدغام.

وقراءة حمزة رحمه الله {والأرحامِ} (١) قراءةٌ صحيحةٌ ثابتةٌ قرأ بها الأعمش، وإبراهيم النخعي، وقتادة.

والذي أنكره البصريّون من القراءة بها لأنَّ عطفَ الظاهر على المضمر المخفوض لا يجوز إلا بإعادة الخافض عندهم إنكار من لم يتثبت، لأنَّ للمحتج عليهم أن يقول: إن المضمر هاهنا والظاهر سواء لأنَّ ظاهره لا يصح أن يتنكر فهو كمضمره، فكما يجوز أن تقول: بالله والرَّحم يجوز أن تقول: به والرَّحم، وله أن يقول أيضاً: ليست هذه واو العطف، وإنما هي واو القسم، أقسم الله تعالى بها كما أقسم بالتين تنبيهاً على المنَّة به، فالقسم بالأرحام تنبيهاً على صلتها، وتعظيماً لشأنها أولى.

فإن اعتُرِض على هذا الوجه بما روي «أنَّ قوماً من مضر جاؤوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حفاةً عراةً فتغير وجهه -صلى الله عليه وسلم- لما رأى من فاقتهم، ثم صلَّى


(١) الآية ١ من سورة النساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>