للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذكر صاحب الصور: «جبرئيل عن يمينه» (١)، فهذه حجة لقراءة حمزة والكسائي.

وقال كعب بن مالك (٢):

نصرنا فما تلقى لنا من كَتيبةٍ … يدَ الدهر إلا جبرئيل إمامُها

وقال آخر (٣):

عَبَدُوا الصليب وكذَّبوا بمحمد … وبجبرئيل وكذبوا ميكالا

فجبرئيل فعلئيل كقَفْشَلِيل، وسَلْسَبِيل، وغَلْفَقيق، وعَنْشَلِيل

«وِلا» بالكسر وقد سبق تفسيره] ثم قال:

٢٨ - بِحَيْثُ أَتَى وَاليَاءَ يَحْذِفُ شُعْبَةٌ … وَمَكِّيُّهمْ فِي الجِيمِ بِالْفَتْحِ وُكِّلا

يقول: هكذا أقوى إنما وقع يريد هاهنا وفي التحريم، وحذف الياء أبو بكر عن عاصم وهي لغة فيه ثابتة صحيحة، وكذلك قراءة ابن كثير بفتح الجيم وبالياء من غير همز.

وقد اعترض ذلك قومٌ، وقالوا: ليس في الكلام فعليل، وقد ذكرت أنَّ الأعجمي قد تتكلم به العرب على وجه لا نظير له في لغتها كما قالوا: آجُرٌّ، وإبَريْسم فلا وجه للاعتراض.

ورُوي عن ابن كثير أنه قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام وهو يقرأ جَبْرِيل وميكائيل قال: فلا أقرؤها أنا إلا هكذا.


(١) أخرجه أبوداود في سننه كتاب الحروف والقراءات رقم ٣٩٩٨.
(٢) وهو لحسان وروايته (نَصَرْنا) بدل (شهدنا) وهو في ديوانه ١/ ٥٢٢، وفي الخزانة نسب لكعب بن مالك ١/ ١٩٩، والبحر المحيط ١/ ٣١٨، ولسان العرب (جبر) ٥/ ١٨٤.
(٣) القائل هو جرير يهجو فيه الأخطل وهو في ديوانه ص/ ٤٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>