للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وبَعْدُ وإنَّ الفَتْحُ عَمَّ عُلاً وفِيـ … ـهِمَاالعُدْوَةِ اكْسِرْ حَقَّاً الضَّمَّ واعْدِلا

عم عُلاه لأنَّ معناه: ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت/، ولأنَّ الله مع المؤمنين امتنع غناؤها، والكسر على الاستئناف، والعدوة بدل من الضمير المتصل بحرف الجر، أو عطفُ بيانٍ، أو حكايةُ ما في القرآن واعدل لأنَّ أبا عُبيدٍ زعَمَ أنَّ الضَّمَّ أعربُ اللغتين وأكثرهما، وقد ذكر اليزيديُّ: أنَّ الكَسْرَ لغةُ أهل الحجاز، وأنكر أبو عمروٍ الضَّمَّ فأعدل أنت، ويقال: العَدوة بالفتح أيضاً وهي جانب الوادي، وقيل: المكان المرتفع.

٦ - ومَنْ حَيِيَ اكْسِرْ مُظْهِرَاً إِذْ صَفَا هُدَىً … وإِذْ يَتَوَفَّى أَنِّثُوهُ لَهُ مُلا

الإظهار الأصل، ولأنَّ المستقبل منه لايجوز إدغامه لانقلاب الياء فيه ألفاً، والمستقبل الأصل، ولا يدغم في الماضي حملاً عليه، ولأنَّ الإدغام إنما يحسُنُ حيث تكون الحركةُ لازمةً، وحركةُ حيي (١) قد تزول في نحو: حييت، فأشبهت حركةَ الإعراب في على أن يُحيي، وتلك الكلمة لا يجوز إدغامها، لأنَّ الحركة فيها غيرُ لازمةٍ، بل تذهب في الرفع والجزم.

قال سيبويه (٢): «أخبرنا بهذه اللغة يونس يعني: الإظهار، قال: وسمعنا بعض العرب يقول: أحيياء وأحييه فيظهر، فإذا لم يدغموا هذا مع لزوم الحركة فإظهار ما تفارقه الحركة أولى، والإدغام لاجتماع مثلين، ولأنَّ الياء الأُولى بلزوم الحركة لها قد صارت بمنزلة الصحيح نحو: شَمِمْتُ، وعَضِضْتُ فلمَّا لزِم إدغام نحو: شمَّ وعضَّ، كذلك لزم إدغام حي، وعلى هذا قول الشاعر (٣):


(١) قرأ نافع وشعبة والبزي {ويحيى من حيي} بإظهار الياء الأولى وكسرها فيصير ياءين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة.
(٢) الكتاب ٤/ ٣٩٦.
(٣) البيت لعبيد بن الأبرص. انظر ديوانه/ ٧٨، والكتاب ٤/ ٣٩٦، والمقتضب ١/ ١٨٢، واللسان (حيا) ١٩/ ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>