للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي تجده من الأنف مع ذلك من أجل أنَّ النون والميم لهما صوتٌ في الخياشيم دون سائر الحروف

فإن قلت: فكيف صار ذلك الصوت مثل صوت النون الخفيفة [في بعض حروف الفم ومخرجها من غير الفم] (١).

قلت: قد يشبه الصوت من موضعٍ صوتاً غيره من موضع آخر.

فإن قلت: فكيف أدغمت النون الخفيفة في بعض حروف الفم ومخرجها من غير الفم.

قلت: لأنَّ صوتها كصوت التي من الفم، والنون التي من الفم قريبة من اللام والراء في المخرج فأُدغمت لذلك.

١٩ - وَجَهْرٌ وَرَخْوٌ وانْفِتَاحٌ صِفَاتُهَا … وَمُسْتَفِلٌ فَاجْمَعْ بالَاضْدَادِ أَشْمُلَا

فالمجهورة تسعة عشر حرفا ويجمعها:

جزاء غاوٍ ظالمٍ ضرَّني قولي … ذُب إن عاد طولَ المدى

سميت هذه مجهورةً من الجهر، وهو الصوت القوي الشديد، وهذه

الحروف كذلك يجهر بها عند النطق لقوتها ومنعها النفس أن يجري معها عند النطق بها فقوي الاعتماد عليها في موضع خروجها، والرخوة ثلاثة عشر حرفاً: الثاء، والفاء، والزاي وباقيها في أوائل كلمات هذا البيت.

هذه حال شاحب ذاب ضَرّا … سأه ظُلْمُ صاحبٍ خان غَدرا

وعدَّ صاحب القصيد منها حروف المد الألف، والواو، والياء فصارت ثمانية عشر سميت رخوةً لأنها ارتخت عند النطق بها فضعف الاعتماد عليها، وجرى معها النفس والْتَوَتْ حين لانَتْ.

والمنفتحة ما عدا حروف الإطباق، وحروف الإطباق أربعة (٢)، وستأتي فيما بعد، وسميت منفتحة، لأنَّ اللسان ينفتح ما بينه وبين الحنك، وتخرج


(١) مابين المعقوفتين زيادة من (ش).
(٢) وهي: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>