للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «أني أخلق» كسره على الابتداء أي: يقول إني أخلق، وعلى هذه القراءة تقف من ربكم، وهو معنى قوله: «اعتاد أفصلا» أي: فاصلاً يعني الكسر والفتح على البدل من قوله: بآية أي: بأني أخلق؛ فيكون في موضع خفضٍ، أو على البدل من {أنِّي قَدْ جِئْتُكم بآية} (١).

فيكون في موضع نصبٍ أي: ويكلمهم رسولاً بأني قد جئتكم بآيةٍ، أو على أنه خبر ابتداءٍ في موضع رفع أي: هي أني أخلق.

١٣ - وَفي طَائِرَاً طَيْراً بِهَا وَعُقُودِهَا … خُصُوصَاً وَيَاءٌ فِي نُوَفِّيهِمُو عَلا

قال في التيسير (٢): «نافع فيكون طائراً هنا، وفي المائدة بألفٍ وهمزةٍ على التوحيد، والباقون بغير ألفٍ ولا همزةٍ على الجمع».

وقال هاهنا: «وفي طائراً طيراً» ولم يقل/: على الجمع، لأنَّ سيبويه (٣) يقول: لايكون فَعْل جمع فاعل، وإنما هو اسمٌ للجمع، والأخفش يعتقد في ذلك الجمع، فيكون كَتَاجِر وتَجْر، ورَاكِب ورَكْب.

وعلى الأول طائرٌ واحدٌ وهو صفة، وطير اسم جنس؛ ومعنى فأنفخ فيه هاهنا فيكون طيراً أي: فأنفخ في المهيأ فيكون طيراً، أو فأنفخ في المخلوق، ويجوز أن يعود الهاء على الكاف في كهيئة لأنها بمعنى مثل، ويجوز أن يعود على لفظ الطير، وجاء في هذه القراءة لفظ الطير على الذي قبله، وكذلك رُسِم، وفي العقود الهاء فيها تعود على الهيئة، وهي مصدر في موضع المهيأ، ويجوز أن تعود على الطير في الموضعين؛ فيكون معنى طائراً هاهنا أي: فأنفخ في الواحد منه فيكون طائراً.


(١) الآية ٤٩ من سورة آل عمران.
(٢) التيسير/ ٨٨.
(٣) الكتاب ٣/ ٦٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>