للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٦ - ومما أَمَالاهُ أَوَاخِرُآي مَا … بِطَه وآي النَّجْمِ كَي تَتَعَدَّلا

حجة الإمالة أما ما كان من ذوات الياء في رؤوس الآي، فلأنَّ رؤوس الآي موضع وقفٍ، والإمالة تغيير، والتغيير في الوقف أكثر منه في غيره، ولذلك أبدلوا من التنوين فيه ألفاً نحو: {عَلِيمَاً حَكِيمَاً} (١)، ومن النون أيضاً ألفاً في الوقف نحو {لِيَكُونَاً} (٢) و {لَنَسْفَعَاً} (٣)، ومن التاء هاءٌ نحو: {نِعْمَة} و {رَحْمَة} (٤)، وزادوا فيه الهاء نحو {مَالِيه} (٥)، و {سُلْطَنِيَه} (٦).

وأثبتوا الألف في أنا وهي تسقط في الوصل نحو: {أَنَا وَرُسُلِي} (٧)، وذكر سيبويه (٨) أنهم يقولون في الوقف: هذه أفْعِي وحُبْلِي وهُدِي، وهي لغة طيِّئ بأسرها يبدلون من الألف ياء في الوقف لخفائها، وكذلك غيرت ألف الفواصل بأن يجاء بها نحو الياء تقريباً من الياء التي أبدلت من الألف في الوقف للبيان.

وأما ما ألفه من ذلك منقلبة عن واوٍ فإنما أميل ليأتي لفظ الفواصل كله على طريقةٍ واحدةٍ، وهو معنى قوله: «كي تتعدَّلا»، ولأنها قد ترجع إلى الياء في بعض أحوالها كما سبق، ولا تمال الألف المبدلة من التنوين في رؤوس


(١) الآية (١١) من سورة النساء.
(٢) الآية (٣٢) من سورة يوسف.
(٣) الآية (١٥) من سورة العلق.
(٤) الآية (٢١٨) من سورة البقرة وغيرها.
(٥) الآية (٢٨) من سورة الحاقة.
(٦) الآية (٢٩) من سورة الحاقة.
(٧) الآية (٢١) من سورة المجادلة.
(٨) قال سيبويه: «لغة لفزارة وناس من قيس» الكتاب ٤/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>