للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - إِذَا كَبَّرُوا فِي آخِرِ النَّاسِ أَرْدَفُوا … مَعَ الْحَمْدِ حَتَّى الْمُفْلِحُونَ تَوَسُّلَا

أي: أردفوا التكبير بأول البقرة مع الحمد حتى {المفلحون} (١)، والمفلحون في موضع خفض إلا أنه أتى به على الحكاية، «وتوسلا» مفعول من أجله أي: من أجل التوسل إلى الله تعالى بطاعته والانتهاء إلى ماندب إليه/ على لسان نبيه -عليه السلام-[في الحالِّ المرتحل] (٢).

٨ - وَقَالَ بِهِ الْبزِّيُّ مِنْ آخِرِ الضُّحى … وَبعْضٌ لَهُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ (٣) وَصَّلَا

قال أبو عمرو في التيسير (٤): اعلمْ أنَّ البزي روى عن ابن كثير بإسناده أنه كان يُكَبِّر من آخر {وَالضُّحَى} مع فراغه من كل سورة إلى آخر {قل أعوذ برب الناس} يصل التكبير بآخر السورة، وإن شاء القارئ قطع عليه وابتدأ بالتسمية موصولةً بأول السورة التي بعدها، وإن شاء وصل التكبير بالتسمية ووصل التسمية بأول السورة، ولايجوز القطع على التسمية إذا وُصِلَتْ بالتكبير.

قال: وقد كان بعض أهل الأداء يقطع على أواخر السور ثم يبتدئ بالتكبير موصولاً بالتسمية، وكذلك روى النقاش، عن أبي ربيعة، عن البزي وبذلك قرأتُ على الفارسي عنه، قال: والأحاديث الواردة عن المكيين بالتكبير دالةٌ على ما ابتدأنا به، لأنَّ فيها (مع) وهي تدل على الصحبة والاجتماع، فإذا كبر في آخر سورة الناس قرأ فاتحة الكتاب وخمس آياتٍ من أول سورة البقرة على عدد الكوفيين إلى قوله: {وأولئك هم المفلحون}، ثم دعا بدعاء الختمة، وهذا يسمى: الحالّ المرتحِل.


(١) الآية ٥ من سورة البقرة.
(٢) مابين المعقوفتين سقط من (ش).
(٣) معنى قول الناظم: «آخر الليل» أي: أول سورة والضحى، لأنّ أخر الليل لم يقل به أحد.
(٤) التيسير ص/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>