للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - وَفِي يَعْمَلُونَ دُمْ يَقُولُ بِيَاءٍ اذْ … صَفَا وَاكْسِرُوا أَدْبَارَ إِذْ فَازَ دُخْلُلَا

«دم» أي: دم على القراءة بالغيب، لأنَّ قبله {يمنُّونَ} (١)، ووجه الخطاب قل {لا تمنُّوا}، و {يَوْمَ يَقُولُ} (٢) بالياء أي: يقول الله، وبالنون نقول نحن، وإدبار مصدر أَدْبَرَ إِدْبَارَاً، ثم استُعْمِل ظرْفَاً كخُفُوقِ النَّجْمِ وخِلافة فلانٍ يعني عقيبَ الصلوات، قيل: هما الركعتان بعد المغرب، وقيل: الوتر، وقيل: جميع النوافل، وأدبار بالفتح جمع دُبُرٍ أي: وقت أدبار.

٨ - وَبِاليَا يُنَادِي قِفْ دَلِيلاً بِخُلْفِهِ … وَقُلْ مِثْلُ مَا بِالرَّفْعِ شَمَّمَ صَنْدَلَا

روى ابنُ مجاهدٍ في كتابه الجامع عن قنبل {يُنادي} (٣) بالياء في الوقف، وكذلك روى النقاش، عن أبي ربيعة، عن البزي، وحكى أبو ربيعة أيضاً ذلك عن قنبل، وكذلك ذكر الحلواني، عن القواس.

والقياس لمن لم تَرِدْ عنه رواية فيه أنْ يقف على الرسم، وهي محذوفة فيه، ومَنْ أثبتها في الوقف،/ فلأنها لامُ الفعل، وإنما كُتِبَ على لفظ الوصل.

و {مثل ما} بالرفع على أنَّ (مِثْلَ) نعتٌ (لحقٌّ)، لأنَّ (مثل) لا يتعرَّف بالإضافة فتنْعَتُ به النكرة وإن أضيف أي: حَقٌّ مثلُ نُطْقِكُم قاله الفرَّاء (٤) وغيره.

و (ما) زائدة نصَّ الخليل (٥) على زيادتها، وأما (مثل ما) فيحتمل أن يكون في موضع رفعٍ على الصفة لحقٍّ، إلا أنه لمّا أضيف إلى غير متمَكِّنٍّ فُتِحَ كما بُنِيَ يومئذ وغيرُ في قوله (٦):


(١) الآية ١٧ من سورة الحجرات.
(٢) الآية ٣٠ من سورة ق.
(٣) الآية ٤١ من سورة ق.
(٤) معاني القرآن للفراء ٣/ ٨٥.
(٥) الكتاب ٣/ ١٤٠.
(٦) البيت لأبي قيس بن الأسلت وهو في الكتاب ٢/ ٣٢٩، والخزانة ٢/ ٤٥، وشرح أبيات المغني ٣/ ٣٩٥، واللسان (وقل) ١٤/ ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>