وكذلك استغنوا بدلالة قطع الهمزة في الاسم العظيم عن قطع همزة الناس، ولأنَّ الألف واللام لا يفارقان الاسم المعظم بخلاف الناس، لأنك قد تقول: ناس، و «يا رافع العلا» أي: يا رافع السموات العُلى.
«صلاة الله» مبتدأ، و «على سيد الخلق» الخبر، و «محمد» عطف بيان، و «تبارى الريح» تعارضها وتجري جريها أي: تباريها مِسْكُها ومندلها، والمسك وعبيره من الطيب يستعار للثناء الحسن، ويقال: فلان يباري الريح سخاؤه أي: جرى سخاؤه جريها، ويعم عمومها.
و «متنخِّلا» حال أي: المرضي متخيراً، و «للمجد» يجوز أن يكون مفعولاً من أجله، لأنَّ الرفعة وعلو الشأن به، ويجوز أن يكون هو كعبة المجد به، ويدور عليه كما يطاف بالكعبة.
وقول الناس: هم كعبة الكرم إنما يراد أنه يحج إليه، ويقصد من أجل كرمه كالكعبة، وهذه المعاني كلها موجودة فيه صلى الله عليه أبداً.
أي: وتظهر هذه الصلاة على أصحابه نفحاتها مشبهة زرنباً وقرنفلاً، ولما كان الزرنب والقرنفل تبعاً للمسك والمندل في الطيب، وكانوا تبعاً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة عليه كانت الصلاة عليه، كأنها قد أصابهم من
(١) البيت للأعشى وقد تقدم في سورة الأنعام عند البيت رقم (٤٥).