للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغَفْلَة إنما يصلح هذا فيما يرجع إلى الآراء فأما ما كان ثابتاً مُنزَّلاً مِنْ عند الله فكلُّه سواء في الفضل والحُسْن كذا أحسن من سورة كذا؛ فلذلك أشار إلى النقل والتواتر بأنه الحجة بقوله: «شاع» والقراءتان بمعنىً واحدٍ لأنَّ ما كَبُرَ فقد كَثُرَ.

٦٥ - قُلْ العَفْوَ للبَصْرِيِّ رَفْعٌ وَبَعْدَهُ … لأَعْنَتَكُمْ بالخُلْفِ أَحْمَدُ سَهَّلا

لقراءة الرفع وجهان:

أحدهما أن تكون (ما) وحدها اسماً مرفوعاً بالابتداء، و (ذا) بمعنى الذي وهو الخبر، ويُنفقون صلة الذي والعائد محذوف والتقدير: ما الذي ينفقونه؛ فيكون الجواب: الذي ينفقونه العفو، و (ذا) لا يكون بمعنى الذي عند سيبوبه إلا في نحو قوله تعالى: {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} (١) لأنَّ بعده أساطير الأولين بالرفع، وتقديره عنده الذي أنزل على ما تزعمون أساطير الأولين.

وقال أبو زيد وغيره: لم يُقرُّوا بإنزال الله تعالى فكأنهم لم يجعلوا أساطير الأولين خبر الذي أنزل، وسيبويه (٢) جعل (ذا) بمعنى الذي لما قام على ذلك من الدليل وهو رفع أساطير بعده لأنَّ القائل إذا قال لك: ماالذي فعلت [فإنك تقول: خيرٌ على معنى الذي فعلت خير/؛ ولو قال لك: ما فعلت فإنك تقول] (٣): خيراً بالنصب، لأنك تريد فعلت خيراً؛ وكذلك إذا قال لك: ماالذي ضربت ومن ضربت هذا هو الأحسن، ولك أن تنصب حيث رفعت وترفع حيث نصبت بمعنى ضربت زيداً والذي ضربت زيدٌ كما يقول


(١) الآية ٢٤ من سورة النحل.
(٢) كتاب سيبويه ٢/ ٤١٨.
(٣) مابين المعقوفتين سقط من (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>