للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وَفي شَرَرٍ عَنْهُ يُرَقِّقُ كُلُّهمْ … وحَيْرَانَ بِالتَّفْخِيمِ بَعْضٌ تَقَبَّلا

علة ترقيق {بِشَرَرٍ} (١) أنَّ الراء المكسورة أوجبت ترقيق الراء قبلها لقوة الكسر عليها لأنَّ كسرتها ككسرتين ولم يرقق {أُولِي الضَّرَرِ} (٢) لأجل حرف الاستعلاء.

وأما قوله: «وحيران بالتفخيم بعضٌ تقبلا» فيريد به ما رواه أبو عمروٍ عن ابن خاقان، وزادني ابن خاقان في الاستثناء إخلاص الفتح للراء في قوله: {حَيْرَانَ} (٣) في الأنعام، قال: وقرأت على غيره بالترقيق، قال: وهو القياس من أجل الياء، وقد ذهب إلى التفخيم جماعة من أهل الأداء، ورأيت بعض أصحاب أبي جعفر أحمد بن هلال قد نصَّ عليه في كتاب سمعته منه بالفتح، وكذلك رواه داود عن ورشٍ، والحجة فيه أنَّ النون فيه بدل من ألف التأنيث في حيرى، ولو كانت تلك الألف موجودة لوجب الترقيق [، فلما أبدلت منها النون لم يبق إلا التفخيم فلو رققت لاحتمل أنَّ يكون الترقيق] (٤) من أجل تلك الألف التي أبدلت منها النون والتفخيم يذهب اللبس.

ألا ترى أنَّ الترقيق في {ذِكْرَى} من أجل الياء لا من أجل الكسر بدليل أنك إذا قلت: {ذِكْرَى الدَّارِ} (٥) لم ترقق فكما وجب التفخيم في ذكرى بالحذف وجب التفخيم في {حَيْرَانَ} بالبدل.


(١) الآية (٣٢) من سورة المرسلات.
(٢) الآية (٩٥) من سورة النساء.
(٣) الآية (٧١) من سورة الأنعام.
(٤) مابين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٥) الآية (٤٦) من سورة ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>