للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٢ - يَضِرْكُمْ بِكَسْرِ الضَّادِ مَعَ جَزْمِ رَائِهِ … سَمَا وَيَضُّمُّ الغَيْرُ وَالرَّاءَ ثَقَّلا

«يَضِرْكم» بالتخفيف من ضارَ يضير، وأشار بقوله: «سما» إلى حسنه واطِّراح قولِ مَنْ يقول: إنَّ ضَرَّ أكثرُ مِنْ ضَارَّ، ويشهد له قوله تعالى: {لا ضير} (١)، وأصله لا يَضِيْرُكُمْ، فلما سكنت الرَّاء للجزم وكانت الياء قبلها ساكنةً لَّما نُقِلت حركتها إلى الضاد حُذِفت الياء لالتقاء الساكنين وكانت أولى بالحذف، لأنَّ كسرتها المنقولة إلى ما قبلها دالة عليها.

ومن شدَّد فهو مِنْ ضرّ يضُرُّ وهو مجزومٌ في جواب الشرط، والأصل يَضْرُرْكم، فلما أُرِيد إدغام الرَّاء نُقِلت حركتها إلى الضاد ثم أُدْغِمت في الرَّاء الأخرى وضُمَّت اتباعاً لضمة الضاد لما لم يكن بُدٌّ من تحريكها، كما قيل لم يرُدُّ، ويجوز الفتح لخفته وهو كثيرٌ مستعمل، والكسر على أصل التقاء الساكنين،/ وذهب الفرَّاء (٢) والكسائي إلى أنَّ الفعل مرفوع، وأنها حركة إعراب، وأن (لا) بمعنى ليس مع إضمار الفاء كما قال (٣):

من يفعل الحسنات اللهُ يشكرها … .....................

والتقدير: فالله يشكرها؛ وكما قال (٤):

فإن كان لا يُرْضيك حتى تَرُدَّني … إلى قَطَرِيّ لا إخالك راضياً

أي: فلا إخالك، فالتقدير: فليس يضركم، وقال بعضهم: هو مرفوع


(١) الآية ٥٠ من سورة الشعراء.
(٢) معاني القرآن ١/ ٢٣٢.
(٣) البيت لسوار السعدي التميمي وعجزه: (والشَّر بالشِّر عند الله مثلان) انظر: الكتاب ٣/ ٦٥، والخصائص ٢/ ٢٨١، وأمالي الشجري ١/ ٨٤.
(٤) انظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>