للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «معاً» يريد موضعي {يعرشون} (١) هنا وفي النحل (٢)، «كذى صلا» استعارةً للذكاء، لأنَّ ذكاءَ النار يستعار للذكاء، وهما لغتان مشهورتان، والكسر لأهل الحجاز.

١٦ - وفي يَعْكِفُونَ الضَّمُّ يُكْسَرُ شَافِيَاً … وأَنْجَى بحذْفِ اليَاءِ والنُّون كُفِّلا

يقال: عَكَفَ يَعْكُفُ ويَعْكِفُ لغتان فصيحتان، {وإذْ أَنجكُم} (٣) مردودٌ على قوله: {أغَيْرَ اللهِ} (٤)، ووجهُ الأخرى ظاهِرٌ وقد سبق معنى كُفِّلا.

١٧ - ودَكَّاءَ لا تَنْوِينَ وامْدُدْهُ هَامِزَاً … شَفَا وعَنْ الكُوفِيِّ في الكَهْفِ وُصِّلا

أي: جعله رابيةً بعد أن كان مرتفعاً، والدكّاء اسمٌ للرابية الناشرة من الأرض، أو جعله أرضاً دكاء مستويةً، ومنه قيل للناقة المنخفضة/ السنام: دكاء؛ والقراءة الأخرى معناها: جعله مدكوكاً مصدرٌ بمعنى مفعول، كضربِ الأمير. هذا معنى قول أبي عُبيدٍ فيه.

وقال الأخفش (٥): كأنه لما قال: جعله؛ قال: دكَّه؛ فهو كقولك: قعدت جلوساً، وفي الكهف {فَإِذا جَاءَ وعْدُ ربِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ} (٦) وافقهما عاصمٌ عليه.

[ومعني وُصِّل: توصيل دكاء؛ للكوفيين في الكهف بهذا] (٧).


(١) الآية ١٣٧ من سورة الأعراف.
(٢) الآية ٦٨.
(٣) الآية ١٤١ من سورة الأعراف.
(٤) الآية ١٤٠ من سورة الأعراف.
(٥) معاني القرآن للأخفش ٢/ ٥٣١.
(٦) الآية ٩٨ من سورة الأعراف.
(٧) مابين المعقوفتين سقط من (ش، ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>