للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الشورى والزخرف والدخان]

١ - وَيُوحَى بِفَتْحِ الْحَاءِ دَانَ وَيَفْعَلُو … نَ غَيْرُ صِحَابٍ يَعْلَمَ ارْفَعْ كَمَا اعْتَلَا

الكلام في {يُوحِي} (١) كما سبق في {يُسَبِّحُ لهُ فِيها} (٢) في النور والغيب في {يفعلون} (٣)، لأنَّ قبله: {عن عباده} أي: ويعلم ما يفعل عبادُه، وقد سبق له نظائر.

وقوله: «ارفع كمَا اعتلى»، لأنَّ الرفع أجود عند سيبويه يقْطَعُهُ من الأول، وجعله جملةً معطوفةً على جملة تقديره: والذين يجادلون في آياتنا يعلمون مالهم من محيص، أو هو خبر مبتدأ محذوف تقديره: وهو يعلم الذين.

وأما النصب فزعم الزَّجّاج (٤) أنه على الصرف، وهو صرف/ العطف من لفظ الشرط إلى معناه، وذلك لَمَّا لم يَحْسُن عطفُ {ويَعْلَمْ} (٥) مجزوماً على ما قبله إذ يكون المعنى إن يشأ يعلم، فلما امتنع العطفُ على اللفظ عُدِل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله، ولا يمكن عطفُ الفعل على المصدر فأضْمَرَ (أنْ) لتكون مع الفعل بتأويل المصدر، فيكون عاطفاً اسماً على اسمٍ، قال: وهو مثلُ قولك: ما تصنع اصنع مثْلَهُ وأُكْرِمَكَ. أي: وأن أكرمك أي: اصنع صنعاً وأُكْرِمَك.

قال: وإن شئت رفعت فقلتَ: وأُكْرِمُكَ أي: وأنا أُكْرِمُك.


(١) الآية ٣ من سورة الشورى.
(٢) الآية ٣٦ من سورة النور.
(٣) الآية ٢٥ من سورة الشورى.
(٤) معاني القرآن للزجاج ٤/ ٣٩٩.
(٥) الآية ٣٥ من سورة الشورى.

<<  <  ج: ص:  >  >>