للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أراد يا داراً فحذف التنوين والنداء بابُ حذفٍ وقد رُدَّ هذا الوجه، بأن التنوين لا يُحْذَف من المنادى المنصوبِ، لأنَّ النصب إعرابٌ والإعراب لا يكون في منصرِفٍ إلا منوَّناً.

وقال أبو إسحاق (١): لم يروِ أحدٌ من أصحابنا (يادارَ) بالنصب، ولا أعلم له وجهاً، والذي [رواه] (٢) الخليل وسيبويه والبصريون يادارُ بالضم، وقد رُدَّ أيضا وجْهُ النُّدْبَةِ بأنه ليس بموضع نُدْبَةٍ.

وأما {ءايَاتٌ للسَّائِلِين} (٣) فرُسِمَت بالتاء، ووجْهُ الإفراد أنَّ آيةً تنوبُ عن آياتٍ، وفي آخر السورة {في قَصَصِهِم عِبْرَةٌ} (٤)، والعبرة الآية، وليس في رسمه بالتاء ما يدل على الجمع كما لم يدل في رحمت ونحوه.

٢ - غَيَابَاتِ في الحَرْفَيْنِ بالْجَمْعِ نَافِعٌ … وتَأْمَنُنا لِلكُلِّ يُخْفَى مُفَصَّلا

٣ - وأَدْغَمَ مَعْ إِشْمَامِهِ البَعْضُ عَنْهُمْ … ونَرْتَعْ ونَلْعَبْ ياءُ حِصْنٍ تَطَوَّلا

٤ - ويَرْتَعْ سُكُونُ الكَسْرِفي العَيْنِ ذُو حِمَىً … وبُشْرَايَ حَذْفُ اليَاءِ ثَبْتٌ ومُيِّلا

٥ - شِفاءً وقَلِّلْ جِهْبِذَاً وكِلاهُمَا … عَنْ ابْنِ العَلا والفَتْحُ عَنْهُ تَفَضَّلا

الغيابةُ كل شيءٍ غيبتَ فيه شيئاً، وقيل لِلَّحد: غيابةٌ من ذلك، قال الشاعر (٥):

إذا أنا يوماً غيَّبْتني غَيَابتي … فسيرُوا بسيري في العشيرة والأهلِ


(١) معاني القرآن للزجاج ٣/ ٩٠.
(٢) في (ش، ع) [والذي قال سيبويه والخليل].
(٣) الآية ٧ من سورة يوسف.
(٤) الآية ١١١ من سورة يوسف.
(٥) البيت لمنخل بن سبيع وهو في معجم المرزباني ٣٨٨، وتفسير القرطبي ٩/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>